السؤال
شخصان يعملان في مجال واحد لهما نفس المؤهلات والدوام، بل ويجلسان في مكتب واحد، قامت الإدارة بزيادة كل واحد 1000 ريال، فقام صاحب الراتب الأكبر بالاعتراض لدى الإدارة بعد قبض كل منهما راتبه الشهري، وبعد علمه أن زميله الذي يعمل معه بالرغم من أن راتب زميله أقل منه بـ 1500 ريال، وكان اعتراضه لماذا تكون نسبة زيادة راتبه أكثر مني، فما كان من الإدارة إلا أن اضطرت إلى خصم 375 ريالا من مقدار الزيادة المقررة لصاحب الراتب الأقل. فهل عمل هذا الشخص جائز؟ حيث إنه تسبب في ضرر لزميله، وهو في أمس الحاجة لهذا المبلغ. أفتوني مأجورين .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن لم يكن قصده الإضرار به، وإنما كان يطالب بما يراه من حقه فلا حرج عليه فيما حصل، وقد كان الأولى به أن لايذكر زميله لئلا يقع
له ما وقع، وقد قال صلى الله عليه وسلم: دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض. رواه مسلم وغيره.
وأما إن كان قصد الإضرار بزميله فعليه إثم ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولاضرار. رواه أحمد، وقوله: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. متفق عليه.
قال ابن حجر: ما يحب لنفسه أي من الخير كما عند الإسماعيلي، والخير كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية، وتخرج المنهيات لأن اسم الخير لا يتناولها. فعلى المسلم أن يهتم بأمر إخوانه، ويسعى لهم حسب طاقته في جلب الخير ودفع الشر.
والله أعلم.