السؤال
أنا شخص ملتزم، ولكن بلادي لا يحبون الالتزام ويعتبرونني مخالفا لهم، فإن قال لي أبي إنه غاضب علي ولن يسامحني إن استمريت في التزامي, فماذا أفعل في هذه الحالة؟ علما بأن التزامي يعود على أسرتي وقبيلتي بالضرر.
وجزاكم الله خيرا.
أنا شخص ملتزم، ولكن بلادي لا يحبون الالتزام ويعتبرونني مخالفا لهم، فإن قال لي أبي إنه غاضب علي ولن يسامحني إن استمريت في التزامي, فماذا أفعل في هذه الحالة؟ علما بأن التزامي يعود على أسرتي وقبيلتي بالضرر.
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتمسك بدين الله والالتزام به في زمن إعراض الناس عنه من أدل شيء على صدق الشخص مع الله تعالى وهؤلاء الذين يتمسكون بالدين حيث يخالفهم في ذلك الناس هم الغرباء الذين مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء ـ قيل ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال الذين يصلحون إذا فسد الناس. رواه أحمد وغيره.
فعليك أن تتمسك بدين الله تعالى وأن تعض عليه بالنواجذ واعلم أن الخير لك في ذلك ـ إن شاء الله ـ قال تعالى: والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين {الأعراف:170}.
ولا يجوز لك أن تطيع أحدا في معصية الله, فإن كان أبوك مثلا يريد منك أن تترك الصلاة، أو غيرها من الواجبات فلا تجوز لك طاعته بحال, وأما المستحبات فينظر فيها إلى المصلحة فإن كان في تركها مصلحة أكبر من فعلها ـ كتأليف قلوب الناس على الدين وعدم تنفيرهم من الالتزام به ـ فتتركها وقتا ما ريثما تبين للناس حكمها ويتيسر لك حملهم عليها فترك هذه المستحبات والحال هذه أولى, وكذا إن كان فعل هذه المستحبات يؤدي إلى مفسدة راجحة من حصول ضرر عليك، أو على أسرتك فتركها حينئذ أولى, وانظر للفائدة الفتوى رقم: 134457.
وأما الواجبات: فلا يجوز لك تركها إلا أن تتعرض لإكراه معتبر شرعا فحينئذ تترك ما يندفع به الإكراه ويزول به الضرر, والإكراه يتفاوت بتفاوت المكره عليه كما نص على ذلك العلماء، وانظر الفتوى رقم: 64166.
والله أعلم.