السؤال
أنا إنسانة أذنبت في حق الله، حيث قمت بالإجهاض بعد أربعة أشهر، والآن استغفرت الله عسى أن يسامحني، وقررت أن أبدأ حياة جديدة مع الله، حيث أصلي الليل، وأقرأ القرآن وأسبح، ولكن ساعات أشعر أن الله لن يسامحني. ماذا أفعل حتى أتأكد أن الله غفر لي؟
أنا إنسانة أذنبت في حق الله، حيث قمت بالإجهاض بعد أربعة أشهر، والآن استغفرت الله عسى أن يسامحني، وقررت أن أبدأ حياة جديدة مع الله، حيث أصلي الليل، وأقرأ القرآن وأسبح، ولكن ساعات أشعر أن الله لن يسامحني. ماذا أفعل حتى أتأكد أن الله غفر لي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما أقدمت عليه إثم عظيم وجرم كبير، ولكن مغفرة الله أوسع. فننصحك بالتوبة الصادقة مما حصل منك، ولا تقنطي من رحمة الله، واعلمي أن باب التوبة مفتوح، لا يغلق في وجه أحد مهما عظم ذنبه حتى تطلع الشمس من مغربها، والله تعالى تواب رحيم، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فإياك مهما كان ذنبك عظيما أن تقنطي من رحمة الله أو تيأسي من روح الله تعالى، فهو سبحانه وتعالى غفور رحيم يقبل توبة من أناب إليه بصدق ويبدل سيئاته حسنات.. قال الله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم* وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون {الزمر:53-54}، وقال تعالى: هو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون {الشورى:25}، وقال تعالى: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما* يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا* إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما {الفرقان:68-69-70}.
فأخلصي التوبة لله تعالى، وأكثري من الأعمال الصالحة، فقد قال الله تعالى: فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم {المائدة:39}، واحرصي على المواظبة على الصلاة بشروطها، وأحسني الظن بالله تعالى في قبول توبتك وصلاتك وعباداتك كلها.
والله أعلم.