معنى تأخير الصلاة هو أن الأذان للصلاة التي تليها يؤذن. هل هذا صحيح؟ أي يعني أن خروج الصلاة عن وقتها هو عند دخول وقت الصلاة الأخرى؟وإن كان صحيحا، فهل الذي يصلي الصلاة عند سماعه للأذان مباشرة له نفس أجر من يصلي قبل دخول وقت الصلاة الأخرى بقليل؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنريد أولا التنبيه إلى أن للصلوات أوقاتا اختيارية للمصلي أن يصلي في أي جزء منها بلا منع ولا كراهة، غير أنه إذا أخرها إلى آخر جزء منها يكون قد فاته فضل كبير. ولها أوقات ضرورية لا يؤخر الصلاة إليها إلا من كان معذورا. وللعلماء تفصيل واختلاف في هذا الموضوع قدمنا ذكره في الفتوى رقم : 124150. فراجعيها. وعلى هذا التفصيل ينبني معنى تأخير الصلاة.

ولا شك أن أداء الصلاة أول وقتها بعد دخول الوقت أفضل وأعظم أجرا من أدائها آخر وقتها؛ لأن أداءها أول الوقت فيه مبادرة ومسارعة للطاعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الأعمال الصلاة في أول وقتها. رواه الترمذي والحاكم. وصححاه. وانظري الفتوى رقم: 29747 والفتوى رقم: 125299.

ومما ذكر يتبين لك أن الذي يصلي الصلاة بعد سماع الأذان مباشرة ليس له نفس أجر من يصلي قبل دخول وقت الصلاة الأخرى. وأن الثاني قد يكون آثما بالتأخير. وإذا لم يكن آثما فأقل مراتبه أنه قد فاته أفضلية أول الوقت .

وتجدر الإشارة إلى أن الصلاة يجب أن تؤدى في الجماعة على القول الراجح . وذهب كثير من أهل العلم إلى وجوب أدائها في المسجد . وهذا إنما هو بالنسبة للرجل غير المعذور . وأما المرأة فالأفضل أن تصلي في بيتها . وراجعي الفتوى رقم : 149235. والفتوى رقم : 139474.

والله أعلم.