رب العالمين يقبل توبة التائبين

0 188

السؤال

أنا فتاة -كنت- ملتزمة ومتدينة، وأسعى لرضى الله، لكني وقعت ببحر الإنترنت، وفي وحل محادثة الشباب والتعارف. ولكن ولله الحمد استيقظت وتبت منذ سنة، ولكن ما زلت إلى الآن أفكر بذنوبي تلك، وأحدث نفسي بأنني لست نقية ولست عفيفة، فأبدأ بالبكاء وذم النفس، وتصل معي الأمور إلى أن أقول لنفسي ربي غير راض علي، وأنني مثل ما فعلت سوف ألاقيه بأبنائي وبناتي بالمستقبل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: كما تدين تدان. فهل هذا صحيح، هل سوف أجازى بهذا بأولادي؟ أم أن التوبة كفيلة بمحو كل ذلك؟ وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يقبل توبتك، وأن يثبت قدميك على طريق الهداية والاستقامة. ونبشرك بأن من أقبل على الله سبحانه وأناب إليه فإن الله سبحانه -بفضله- يقبله، فقد وعد الله سبحانه بقبول توبة التائبين فقال: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده {الشورى:25}، وما تفعلينه من الندم والبكاء وذم النفس في هذا الموضع أمر حسن في هذا الموضع، وهو علامة على صدق التوبة، فقد أخرج ابن ماجه والحاكم وأحمد عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الندم توبة.

ولكنا نوصيك بالتوسط والاقتصاد في هذا الأمر، وعدم المبالغة فيه؛ لئلا يستغله الشيطان، فيخرجك إلى حد اليأس والقنوط، ونبشرك بأن التوبة تمحو أثر الذنب، وتصديق ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.

وأما ما تحذرينه من حدوث هذا الانحراف مع أولادك وبناتك في المستقبل فهذا خوف في غير محله، فقد تقرر في الشريعة أنه لا تكسب كل نفس إلا عليها، ولا تزر وازرة وزر أخرى. فلا تنشغلي بهذا واجعلي كل همك في تجديد التوبة والإنابة والإكثار من الأعمال الصالحة المكفرة وحسن الظن بالله سبحانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات