السؤال
في مصرتجمع بعض الشباب والفتيات النشطاء الذين أرادوا أن يقدموا شيئا لمصر كمساهمة لإنمائها، فقاموا باختيار يوم وأسموه: عيد الإنتماء ـ وهو في 11 فبراير من كل عام وأصبح الفريق: فريق عيد الإنتماء ـ وهم يحاولون جاهدين في تقديم خدمات اجتماعية، ونشطات ثقافية واحتفالات ببعض مشاهير مصر من مثقفين، أو مغنين مثل: السيدة أم كلثوم ـ بخلاف اختيار المكان وهو المركز الكاثوليكي، هذا تقريبا ملخص سريع عن عيد الانتماء، وهدفه فريقه؟ فما مدى شرعية الاسم: عيد الانتماء؟ وما رأيكم في النشاطات المبذولة؟
ملحوظة: هذا سؤال موجه، فأنا أريد فقط توثيقا من فضيلتكم على ما أعرفه، فأنا بعيد عن النشاط الخدمي للمجتمع وأجد حرجا شرعيا في نفسي من الاسم ومن بعض النشاطات الأخرى السالفة الذكر ومثال لها، وأريد تنبيه الآخرين لهذا الأمر من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية ننبه على أن السعي في بذل المعروف وفعل الخير ونشر ذلك في الناس من المقاصد المحمودة، ولا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة، كل في مجاله وبالضوابط الشرعية المقررة، والتي من أشهرها درء الفتنة بالفصل بين الجنسين في النشاط الخيري، فإن دعت إلى ذلك ضرورة قدرت بقدرها وروعيت فيها الضوابط الشرعية من غص البصر ومنع الاختلاط المريب ونحو ذلك.
هذا من حيث الجملة، وأما من حيث التفصيل، فإنه يجب أن يكون العمل الخيري بجميع طرقه وأنواعه ومناحيه قاصرا على المباحات، بعيدا عن المحرمات، ثم لا شك أن الأولى هو تقديم الأهم على المهم، والفاضل على المفضول، سواء في الجوانب الفكرية والثقافية، أو في الجوانب العملية والمعيشية.
وبعد هذه المقدمة العامة، نجيب السائل الكريم على خصوص سؤاله، من خلال ثلاثة محاور:
الأول: أصل فكرة اختيار يوم وتخصيصه باسم عيد الانتماء، ونسبة فريق العمل إليه: فريق عيد الانتماء ـ نقول: لا يخفى أن العمل الخيري لا يفتقر إلى مثل هذا التخصيص واتخاذ يومه عيدا، فلو قيل: فريق الانتماء ـ لم يخل ذلك بالمضمون، في حين أن اتخاذ أيام لأعياد غير شرعية ممنوع شرعا، والعادات التي تتكرر بتكرر الأيام والأعوام وغير ذلك من المواسم، داخلة في معنى العيد، وراجع لتفصيل ذلك الفتوى رقم:
130821
الثاني: مسألة الاحتفال ببعض المشاهير من المثقفين والمغنين، إن كان المقصود بذلك الاحتفال بهم في أيام ميلادهم، أو وفاتهم، فلا يخرج ذلك عن ما سبقت الإشارة إليه من كونه قد صار عيدا غير شرعي، وإن لم يكن كذلك، وليس هناك ارتباط بيوم معين، أو ذكرى معينة، فلابد من النظر في أعيان هؤلاء المشاهير، فمن كان منهم ذا أثر طيب على أمته ومجتمعه، وله من الفضل والمكانة والأعمال الصالحة ما يميزه عن غيره فلا شك في أن تذكير الناس به ودعوتهم للإفادة من حياته وما قدم خلالها أمر حسن ووفاء جميل، وأما من كان منهم ذا أثر سيء وعمل محرم فلا شك أن الاحتفال به وإعلاء شأنه من الانحراف والإفساد في الأرض، والله تعالى لا يحب المفسدين، ومن رموز هؤلاء: المغنون والممثلون الفاسدون المفسدون، ذكورا كانوا أو إناثا، كل بحسب فساده وإفساده، فالشر دركات بعضها أحط من بعض، وهذا هو الظن بالشخصيات التي تختار في المكان المذكور في السؤال: المركز الكاثوليكي.
الثالث: أن يكون مكان مكان النشاط هو: المركز الكاثوليكي: ولا شك أن اختيار هذا المكان ليكون محضنا للنشاط أمر محرم شرعا ولو كان النشاط مباحا فما بالك إذا كان حراما.
والله أعلم.