الحياء المحمود والحياء المذموم

0 285

السؤال

عندي مشكلة وهي أنني أستحي استحياء شديدا عندما آتي للتكلم مع أي بنت وأنا لا أعني التحدث للمغازلة ولكن أعني لأي غرض عام بما في ذاك التقدم لخطبة بنت لا أدري بالضبط ما إذا كان استحياء أم خوفا شديدا لأنني عندما آتي للتحدث مع أي بنت أجد نبضات قلبي سريعة جدا وكأنها تدافع بالادرينالين وحتى أني لا أستطيع مجرد السلام عليهن، مع العلم بأنني دائما أقول لنفسي إنه ليس هناك ما يخيف من التكلم مع البنات ولكن من دون جدوى، خضعت لتحاليل دم واكتشفت أنه لا توجد أي مشكلة صحية من الممكن أن تفسر حالتي وأنا ألعب الرياضة وآكل أكلا جيدا فلا أعتقد أنها من الممكن أن تكون مشكلة صحية، والغريب أنني أتكلم مع أصدقائي الشباب من دون أي مشكلة إلا أنني لست اجتماعيا كباقي أصدقائي حتى إنني أجد صعوبة في الابتسام في وجوههن والتواصل بدون كآبة، فهل قد يكون من العين، أو من سحر أحد وبالذات أنني أشك ببعض الناس من معارفنا أنهم لا يريدونني أن أتزوج إلا ابنتهم وأنا أرفض ذلك، لا أريد أن أعطي أسماء حتى لا تتحول إلا غيبة، فهل أنا مخطئ في أن أتهمهم وأشكك فيهم مع العلم أنني لم أقل لأحد أني اتهمهم؟ وهناك شيء آخر وهو أنني يائس جدا وأشعر بالإحباط وضعف الذاكرة والشتات الذهني، هذه حالتي منذ الصف التاسع، فقبل الصف التاسع كنت أتكلم مع البنات من دون أي خوف وكأن شيئا لم يكن، والآن ثالث سنة بالجامعة، أرجو أن تجيب عن استفساري، وإذا كان من المكن أن يكون عينا، أو سحرا فماذا أفعل؟ أنا أصلي وأقرأ القرآن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس عندنا ما يمكن الجزم به في تشخيص حالة السائل إلا أنا ننصحه بالحفاظ على الأعمال الصالحة وقراءة القرآن والتعوذات المأثورة عند النوم والمساء والصباح، كما ننبه إلى أن الأصل أن يبتعد الرجل عن الاسترسال في الكلام مع الأجنبيات لغير حاجة، لأنه ذريعة إلى الوقوع في الحرام ولا سيما بين الشباب، قال ابن حجر في فتح الباري معلقا على قول البخاري في صحيحه: باب تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال ـ والمراد بجوازه أن يكون عند أمن الفتنة.

وقال العلامة الخادمي ـ رحمه الله ـ في كتابه: بريقة محمودية ـ وهو حنفي قال: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة، لأنه مظنة الفتنة.

واعلم أن الحياء خلق الإسلام, وقد قال صلى الله عليه وسلم: الحياء شعبة من الإيمان. رواه البخاري ومسلم.

وقال أيضا: الحياء خير كله. رواه مسلم.

هذا وقد فرق العلماء بين نوعين من الحياء, النوع الأول ممدوح، وهو المراد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المادحة له, وهو ما يمنع النفس من فعل القبيح والتقصير في حق ذي الحق, وهذا النوع من الحياء من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي مما لا يليق فلا يكون كالبهيمة.

وأما النوع الثاني من الحياء فهو المذموم وليس هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا النوع من الحياء مذموم شرعا، لأنه يحول بين المرء وبين فعل الخير, فقد يصده عن طلب العلم الواجب وقول الحق ويجر صاحبه إلى فعل المحرمات والوقوع في الكذب ويجر إلى ترك الواجبات والفرائض, فهو تلبيس من الشيطان وليس بحياء في الحقيقة.
وأما في موضوع الزواج: فإنه يشرع للرجل نظر من عزم على زواجها وقد عد أهل العلم ترك النظر إليها من الحياء المذموم, وأما الكلام معها فليس ضروريا إذ يمكن أن تكلف أمك، أو أختك بالاتصال بها.
وإذا شككت أنك مسحور فلا حرج عليك في الرقية الشرعية مع البعد عن اتهام أحد من أقربائك بغير بينة، فإن الاتهام بالسحر محرم، وراجع الفتاوى التالية أرقامها ففيها بعض المسائل المفيدة في الأمر: 80694 97349 49953

والله أعلم.

  

والله أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة