لا عذر لك في تأخير الصلوات

0 345

السؤال

أنا موظف في شركة ومشكلتي هي أنني أعمل طوال النهار بداية من التاسعة صباحا إلى السادسة مساء وعندنا راحة الغداء بين الثانية عشر إلى الواحدة بعد الزوال وتدوم ساعة، ولكنني لا ألتحق بأداء الصلوات في أوقاتها خاصة الظهر والعصر والمغرب، وبسبب هذا العمل فإني أكون مجبرا على تأخيرها إلى الليل حيث أقضيها كاملة ودفعة واحدة وذلك بالترتيب الظهر أولا، ثم العصر ثم المغرب ثم العشاء الحاضرة عند رجوعي إلى المنزل فهل يجوز لي مثل هذا العمل؟ مع العلم أن الشركة التي أعمل بها تقرب من مسجد تقام فيه الصلاة جماعة وفي أوقاتها إلا أنني أحس أنني لا أستطيع التخلف عن العمل للتردد على المسجد في الأوقات التي ينادى فيها إلى الصلاة، إما لعمل يشغلني عندما ينادى إلى الصلاة، أو لأن المسؤول موجود معنا في اجتماع، أو لأنه لا يسمح بالخروج أثناء أوقات العمل ما عدا راحة الغداء التي تدوم ساعة فقط من النهار؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما تفعله من تأخير الصلوات إلى أن تصليها جميعا في الليل منكر عظيم وإثم جسيم، تستوجب لنفسك به سخط الله تعالى وعقوبته، وانظر لبيان خطورة تعمد إخراج الصلاة عن وقتها الفتوى رقم: 130853.

والذي يبدو أن العمل ليس هو السبب في هذا الذي تفعله، وإنما تراخيك في أمر الصلاة وتهاونك بها هو الذي يحملك على ما تصنع، فإن وقت راحتك يكون في أثناء وقت الظهر كما وضحت في سؤالك، فتركك الصلاة إذن مع إمكان فعلها بلا أدنى مشقة دليل على ما ذكرناه من أن المشكلة عندك أنت وليست في هذا العمل، فتب إلى الله تعالى وحافظ على الصلوات في أوقاتها، وليس من شرط صحة الصلاة أن تؤدى في المسجد، بل يمكنك أن تصلي جماعة في مكان عملك مع بعض زملائك، وإن كان لك عذر في ترك الجماعة من خوف تضرر العمل، أو نحو ذلك فلك سعة في أن تصلي منفردا في مكان عملك، ولا نظن أنه يتعذر عليك أن تجد في أثناء وقت الصلاة خمس دقائق، أو عشر دقائق تؤدي فيها الصلاة في وقتها، ولو قدر أنك احتجت للجمع بين الصلاتي الظهر والعصر في وقت إحداهما والمغرب والعشاء في وقت إحداهما لمشقة تلحقك بالتفريق كأن كنت تخشى ضررا في معيشتك كان الجمع بين الصلاتين سائغا لك، كما بينا في الفتوى رقم: 58238

وعلى تقدير أنك لا تتمكن من فعل الصلاة في وقتها بسبب هذا العمل، وهذا بعيد جدا فالواجب عليك أن تتركه وتبحث عن عمل لا يتعارض مع ما أوجبه الله عليك من الصلاة، ونختم بنصيحتك ـ أيها الأخ الكريم ـ بأن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى، فإن الأجل قريب فلا تغرنك الحياة الدنيا ولا يغرنك بالله الغرور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة