السؤال
هل تقبل توبة المستهزىء بالله إذا كان عاقا بوالديه؟ وهل يأثم إذا كان يحسن العلاقة تدريجيا؟.
هل تقبل توبة المستهزىء بالله إذا كان عاقا بوالديه؟ وهل يأثم إذا كان يحسن العلاقة تدريجيا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا شك أن الاستهزاء بالله تعالى وعقوق الوالدين كبيرتان عظيمتان من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم، ولكن فضل الله تعالى ورحمته بعباده اقتضت أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فمن تاب إلى الله تعالى من ذنبه ـ مهما كان ـ توبة صادقة نصوحا قبل الله توبته إذا حصل منه ذلك قبل الغرغرة أي ـ حشرجة الموت ـ أو طلوع الشمس من مغربها، فقد قال الله تعالى: فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم {المائدة:39}. وقال تعالى: كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم {الأنعام:54}. وقال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. { سورة الزمر الآية: 53}. وفي حديث الترمذي: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. وما ذكرت من تحسين العلاقة شيئا فشيئا إذا كان القصد به تأخير التوبة وعدم المبادرة بها فإن ذلك لا يجوز لأن المبادرة بالتوبة واجبة، وتأخيرها حرام، قال العلامة الأخضري: ويجب عليه ـ المكلف ـ أن يترك المعصية في ساعتها إن كان متلبسا بها، ولا يحل له أن يؤخر التوبة، ولا يقول: حتى يهديني الله، فإنه من علامات الشقاء والخذلان وطمس البصيرة. فالواجب على هذا الإنسان المبادرة بالتوبة والقيام بواجب البر بوالديه والإحسان إليهما دون تسويف، وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 153481 12118325001. والله أعلم.