0 157

السؤال

عندي فتور قوي في ديني، لا أصلي، لا أسمع قرآن، مع أنه عند سماعي لمحاضرة أشعر بالتأثر.هل الأذن (السماع) له تأثير على الإنسان أكثر من القراءة (العين)؟وهل إن سمعت كثيرا من القرآن، وغصبت نفسي على ذلك، وسمعت كثيرا من المحاضرات المؤثرة ممكن أن تجلعني إنسانا صالحا؟أرجو أن تدلوني كيف لي علاج فتوري؟ وما الأفضل القراءة أم الاستماع؟بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كلا من الأذن والعين من مداخل القلب التي ينتفع بما يصل عن طريقها، ولكن تلاوة القرآن أفضل من سماعه، ومع هذا فإذا كان السماع أنفع له فليكثر منه، فسيدعوه ذلك إلى تلاوته، وكما قال عثمان رضي الله عنه: لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم.

وربما سمع الإنسان موعظة من أحد الدعاة المؤثرين فتأثر بها أكثر مما يتأثر الشخص بمجرد مطالعته هو بنفسه.

ولكن قيام الشخص بتدبر للقرآن عند تلاوته أو عند سماعه له تأثير بالغ على قلب المؤمن، كما قال تعالى : إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد {ق:37}.

وإذا حرص الشخص على سماع المواعظ القرآنية والعمل بما سمعه سيمنحه الله تعالى الهداية لقول الله تعالى : فبشر عباد *الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب {الزمر:17-18}.

ولقوله تعالى : ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا * وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما *ولهديناهم صراطا مستقيما {النساء:66-68}.

واعلمي أن حمل الإنسان نفسه على الطاعة ومجاهدته عليها من بداية الأمر يكون شديدا ثم ما يلبث أن يكون سهلا ميسرا قال تعالى : والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين  {العنكبوت:69}. وذكر السلف الصالح أنهم كانوا يجدون شدة ونفرة من النفس في فعل الأوامر وترك النواهي فما يزالون يجاهدونها ويحملونها على طاعة الله تعالى حتى صاروا بعد ذلك يتلذذون بالعبادة ويجدون لها حلاوة.

ومن أهم علاج الفتور أن يكثر العبد من مطالعة كتب الترغيب والترهيب، وأن يصاحب أهل الاستقامة ففي الحديث: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل . رواه أحمد . وراجعي الفتوى رقم: 121317.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات