السؤال
ما صحة هذا الحديث: اتقوا زلة العالم، وجدال المنافق بالقرآن، فقيل: كيف نعرف أن العالم يزل؟ فقال: إذا رأيتم منه، أو سمعتم منه الكلمة التي تستنكرونها وتعجبون منها، إنها من زلة العالم؟.
ما صحة هذا الحديث: اتقوا زلة العالم، وجدال المنافق بالقرآن، فقيل: كيف نعرف أن العالم يزل؟ فقال: إذا رأيتم منه، أو سمعتم منه الكلمة التي تستنكرونها وتعجبون منها، إنها من زلة العالم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نطلع على حديث بهذا اللفظ، ولكن التحذير من زلة العالم وجدال المنافق بالقرآن جاء بألفاظ أخرى منها ما جاء في كتاب العلل المتناهية في الأحاديث الواهية لابن الجوزي عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أخوف من أخاف عليكم ثلاث: جدال منافق بالقرآن، وزلة العالم، ودنيا تقطع أعناقكم ـ قال الدارقطني: وقد وقفه شعبة عن عمرو بن مرة، والموقوف هو الصحيح. انتهى.
وروى الدارمي عن زياد بن حدير قال: قال لي عمر: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قال: قلت: لا, قال: يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين. صححه الألباني.
وروى أبو داود عن يزيد بن عميرة وكان من أصحاب معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنه قال: كان لا يجلس مجلسا للذكر، إلا قال حين يجلس: الله حكم قسط، هلك المرتابون، فقال معاذ بن جبل يوما: إن وراءكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة، والعبد والحر، والصغير والكبير فيوشك قائل أن يقول: ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن؟ وماهم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع، فإنما ابتدع ضلالة، وأخذركم زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق، قال: قلت لمعاذ: وما تدري ـ رحمك الله ـ أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق يقول كلمة الحق؟ قال: بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال: ما هذه؟ ولا يثنينك ذلك عنه فإنه لعله يراجع، وتلق الحق إذا سمعته، فإن على الحق نورا. قال الألباني: صحيح الإسناد موقوف.
وجاء عن معاذ أنه سئل عن: كيف نعرف زلة العالم؟ فأجاب بأنه ما تشابه عليك من قول العالم، أو ما يستنكره قلوب المؤمنين ولا يعرفونه.
وهذا الكلام عن معاذ ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم والطبري في تهذيب الآثار عن سلمان: كيف تعرف زلة العالم؟ قال: إن على الحق نورا يعرف به.
والله أعلم.