السؤال
أنا طالب جامعي أدرس في الخارج، وقد مضى علي إلى الآن 5 سنوات وأنا لم أزر أهلي بسبب ظروف مادية ولم أستطع إكمال دراسة تخصصي بسبب أني تعرضت لضغوط في حياتي من ناحية ضغوط أسرية ومادية حيث أصبحت الآن مدينا لشخص يدفع لي المال لإتمام دراستي في هذا التخصص الذي سوف أعمل به عنده حيث لا مجال لي غيره، وما زال أمامي الكثير لإتمام دراستي, وأنا مضطر لدراستي وقد سنحت لي فرصة للحصول على شهادة مزروة ولا أدري ماذا أفعل الآن، حيث إن أبي أمامه اثنان من إخواني ليصرف عليهم في دراستهم ومن المفترض أن أساعده على ذلك إذا أنهيت دراستي وأنا في حيرة من أمري. فهل يعتبر هذا من الضرورات التي تبيح المحظورات. أفتوني؟ جزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما لا يخفى حرمة تزوير الشهادات الدراسية وحرمة الحصول عليها، وراجع في ذلك الفتويين التاليتين: 13237، 19189.
وأما كون ما ذكره السائل من الضرورات التي تبيح المحظورات فالأصل عدمه، ولا بد من مراعاة حد الضرورة المعتبرة شرعا قبل الحكم بوجودها، فالضرورة هي بلوغ الإنسان حدا إن لم يتناول الممنوع هلك أو قارب، كالمضطر للأكل أو اللبس، بحيث لو بقي جائعا أو عريانا لمات، أو تلف منه عضو كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 31782.
ولا يخفى أن ذلك مما تتفاوت فيه أحوال الناس بحسب حاجتهم.. ولا تظهر لنا وجه الضرورة في قصة السائل فإنه يمكنه أن يعمل ويكسب في مجالات لا تتطلب منه شهادة أصلا.. وبالتالي لا ضرورة في حقه تدعوه إلى ارتكاب المحظور.
والله أعلم.