السؤال
ما حكم علمائنا ( علماء الدين ) في ظل الموقف الراهن ، هل يأثمون أو يحاسبون يوم القيامة على ما يدور في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وقد كنت قد قرأت من قبل أن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام يصله كل ما يفعله المسلمون فإن كان خيرا سعد به وإن كان شرا حزن له فهل هذا صحيح ؟! أفيدونا أفادكم الله
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فإن ما يمر به المسلمون الآن من محن وابتلاءات أمر يدمي القلب ويدمع العين ويقض المضجع ويؤرق البال .
وهذا مما يوجب على العلماء أن يقوموا بحمل الأمانة، وإظهار الحق، وقيادة الأمة، ودعوتها إلى التصحيح والمراجعة والإعداد والاستعداد بكل ما تملكه من وسائل لمواجهة أعدائها .
وهذا هو مقتضى ما أخذه الله عليهم من الميثاق ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه...) [آل عمران:187] .
ولا شك أن من تخاذل من هؤلاء العلماء فسكت عن بيان الحق وكتمه، أو لم يهتم بأمر المسلمين ولم يفزع لمصابهم فهو آثم، لتضييعه للأمانة، وتفريطه فيما أخذ عليه من الميثاق، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم "المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس" رواه أحمد بإسناد حسن .
وأما ما أشرت إليه من عرض الأعمال على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد ورد في حديث ضعيف لفظه "حياتي خير لكم، تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم، تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت لكم" رواه البزار وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة برقم : 975 وجاء بلفظ "تعرض علي أعمالكم كل خميس" وهو موضوع .
وقد روي بزيادة في أوله، وهي قوله "إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام" وهذا حديث صحيح رواه أحمد ، والنسائي ، وابن حبان ، والحاكم .
والله أعلم .