حكم تصديق الساحر فيما يخبر به من حصول السحر

0 500

السؤال

أنا طالب عمري 17 سنة وقبل فترة عمل لي سحر من أجل الدراسة، فعمتي ـ الله يسامحها ـ ذهبت بنا إلى ساحر ونحن لا نعرف أنه ساحر وبعد فترة ـ والحمد لله ـ عرفنا الحقيقة ورحنا إلى شيخ لنتعالج بالقرآن والحمد لله شفيت، وسؤالي: كنا عند الساحر فحكى لنا عن الذي عمل السحر ونحن نشك في الشخص الذي حكى لنا عنه، فهل يعتبر كفرا أن نصدقه في الذي عمل السحر؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:

فإنه لم يتضح لنا هل الذي حدثكم عمن عمل السحر هو الساحر الأول أم الشيخ الذي يعالج بالقرآن،
ولكننا نفيدكم أنه لا يجوز اتهام أحد بالسحر، ولا يجوز إتيان السحرة ولا سؤالهم ولا تصديقهم فيما يدعون من الاطلاع على المغيبات، ويدل لهذا ما روى البيهقي في السنن وأبو يعلى والبزار عن ابن مسعود قال: من أتى ساحرا، أو كاهنا، أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد أخطأت عمتكم في ذهابها للساحر إن كانت تعلم أنه ساحر، وأما أنتم فلا شيء عليكم، لأنكم لم تكونوا تعرفون حقيقة الأمر كما ذكرت.
وأما التصديق لمن علم أنه ساحر فيما يدعيه من علم الغيب فهو كفر، لما فيه من التصديق للساحر فيما يقوله ويدعيه من الاطلاع على الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، وفي الحديث: ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر وقاطع رحم، ومصدق بالسحر. رواه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم، وصححه الحاكم وأقره الذهبي.
فما يخبر به الساحر من حصول السحر لا يجوز تصديقه فيه إن كان معتمده في ذلك ادعاء الغيب، وأما تصديقه فيما يزعم أنه حاصل من السحر فلا يكفر من صدقه إن كان صدق بشيء واقع فعلا، كما قال العلامة الشيخ ابن عثيمين: إن المصدق بما يخبره به السحرة من علم الغيب يشمله الوعيد هنا، وأما المصدق بأن للسحر تأثيرا فلا يلحقه هذا الوعيد، إذ لا شك أن للسحر تأثيرا، وقد يسحر الساحر شخصا فيجعله يحب فلانا ويبغض فلانا فهو مؤثر، قال تعالى: فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه { البقرة: 102} فالتصديق بأثر السحر على هذا الوجه لا يدخله الوعيد، لأنه تصديق بأمر واقع. اهـ.
لكن لا يجوز تصديق الساحر في خبره واتهامه بأن فلانا عمل السحر، لما في تصديقه من الاتهام للناس من غير بينة وقبول النميمة وقد نهى الشرع عن تصديق النمام، كما قال النووي في الأذكار: وكل من حملت إليه نميمة وقيل له: قال فيك فلان كذا، لزمه ستة أمور:

الأول: أن لا يصدقه، لأن النمام فاسق، وهو مردود الخبر.
الثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبح فعله.
الثالث: أن يبغضه في الله تعالى، فإنه بغيض عند الله تعالى، والبغض في الله تعالى واجب.
الرابع: أن لا يظن بالمنقول عنه السوء، لقول الله تعالى: اجتنبوا كثيرا من الظن {الحجرات: 12}.
الخامس: أن لا يحملك ما حكي لك على التجسس والبحث عن تحقيق ذلك، قال الله تعالى: ولا تجسسوا { الحجرات: 12}.
السادس: أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام، عنه فلا يحكي نميمته. اهـ.
وأما الاتيان لمن يرقي بالرقية الشرعية فهو مباح ويمكن للعبد أن يرقي نفسه بالرقية الشرعية، وراجع في خطورة تصديق السحرة وإتيانهم وفي علاج السحر بالرقية الشرعية الفتاوى التالية أرقامها: 172665479962605863180694.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة