الأولى بالعاصي الستر على نفسه والتوبة النصوح

0 244

السؤال

بداية أنا متزوجة ومعي طفل، وزوجي أكثر أيامه ليس موجودا بحكم عمله،‏ أنا يا شيخ والله قرفانة من نفسي كرهت نفسي كره العمى، ما فعلته ليس قليلا، وأتمنى أن يغفر لي ربي ويسامحني، والله إني أكتب وأبكي بشكل لا تتصوره، سجلت في أحد مواقع الدردشة والتعارف، وكنت أدخل وأدردش مع شباب لا أعرفهم وكلام جنسي وبذيء ومقرف كانوا قاعدين ‏.......‏! ونمارس العادة الإثنين حتى أوقات كنت أتكلم صوتا ونسمع تأوهات بعض ونسكر، ومرة سويت لنفسي من الخلف، وكانوا يرسلون لي أفلام إباحية وأشاهدها، وكل يوم مع شكل، والله ياشيخ جلست في غفلتي تقريبا شهرين، والمصيبة أني كنت فرحانة بما أفعله رغم أني أعرف الصح من الغلط، وتربيتي لم تكن هكذا، والله ياشيخ ندمت وألغيت اشتراكي في البرنامج، لكن أشعر بتأنيب ضمير فظيع وخائفة من عقاب ربي. ياشيخ ربنا يسامحني، والله كلما أرى وجه زوجي أتمنى أني مت قبل أن أفعل هذا الفعل القذر، أتمنى أن أعترف له، أتمنى أن أجعله يسامحني، وأقول له سامحني، يمكن أرتاح قليلا مما أنا فيه، والله فرشت سجادتي وبكيت وخائفة من ربي. ماذا يكون عقابي .‏ ياشيخ أفدني وريحني جزاك ربي الجنة. وهل يعتبر ما فعلته زنا؟ أنا تكلمت بالصريح وسامحني على جرأتي لكن ليكون كل شيء واضح وأعرف ما ذا علي وما ذا يحدث لي؟، وهل ربنا سيغفر لي ويقبل التوبة؟ طمئني يا شيخ ربنا عالم بحالي بعد الذي حدث. ماذا أفعل لكي يذهب عني تأنيب الضمير، ولكي يغفرلي ربي ولكي يسامحني زوجي؟ أفدني الله يجزيك الجنه في أقرب وقت. وسامحني على جرأتي. ‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يتوب عليك، وأن يتجاوز عنك، وما دمت قد علمت خطأ ما فعلته وندمت عليه وتبت إلى الله عز وجل توبة مستوفية لشروطها من الإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه والندم على فعله، فإن توبتك مقبولة إن شاء الله، والله تعالى غفور رحيم لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، وقد قال جل اسمه: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. (الزمر:53)   وقال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون. (الشورى:25). 

 والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا، فثقي بعفو الله وأحسني ظنك به، وأكثري من الاستغفار وفعل النوافل، فإن الحسنات يذهبن السيئات، ولا تخبري زوجك بما حصل فإن الستر على النفس أمر مطلوب، بل يكفيك أن تجتهدي في التوبة والاستغفار، ولا تعودي إلى هذا الفعل القبيح مرة أخرى. ولا مانع من أن تطلبي منه العفو والمسامحة في الجملةعن التقصير في حقه دون أن تذكري له الذنب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات