التسويف في التوبة من كيد الشيطان ومكره

0 298

السؤال

أنا شاب لدي مشكلة وأرجو أن تدلوني على الحل، أنا مريض بالوسوسة وخاصة في الغسل، فأنا أريد أن أتوب توبة نصوحا بعد أن كنت في طريق الضلال، ولكن يغلب على ظني أنني وقعت في شيء من نواقض الإسلام، وأنوي في كل مرة أن أغتسل وأدخل في الإسلام من جديد فأقول: في اليوم الفلاني سأغتسل وأتوب إلى الله، ولن أعود إلى المعاصي، وسأبدأ حياة جديدة ـ مثل يوم الجمعة، لأنه يوم مبارك ـ ولكن عندما يأتي ذلك اليوم أقول في نفسي: ربما نيتي خاطئة، لأنني حددت يوما لأتوب فيه وهذا بدعة، وسأبدأ حياتي الجديدة ببدعة وشيء خاطئ، وأنا منذ مدة أؤخر التوبة لهذا السبب، دلوني على الحل بارك الله فيكم. هل إذا جاءتني هذه الأفكار أقوم وأغتسل وأعرض عنها؟ أم ماذا أفعل؟ وهل نيتي باختيار يوم معين صحيحة؟ أم أن هذا بدعة؟ وكيف أتخلص من هذه الوساوس؟ أنا أعلم أن التسويف في التوبة لا يجوز، وأنني لا أدري متى تأتيني المنية، ولكنني مريض، ودائما أعتقد أنني لا أطمئن إلا إذا فعلت هذا، أرجو أن تكون الإجابة مفصلة وبصيغة الأمر حتى أسمع كلامكم والله أنا في كرب عظيم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنحن نأمرك بأن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا عاجلة لا تؤخرها ولا تسوف فيها، فإن زين لك الشيطان أن توبتك لا تقبل حتى تكون في يوم معين فأعرض عن تزيينه ووسوسته، واعلم أن الله تعالى يقبل التوية في كل وقت ويثيب عليها، واعلم أنك بحمد الله على ملة الإسلام لم تخرج منها، فلا تغتسل لتدخل في الإسلام، لأنك لم تخرج منه أصلا، ومهما وسوس لك الشيطان بأنك ارتكبت ناقضا من نواقض الإسلام فلا تلتفت إلى وسوسته وإنما تتوب إلى الله تعالى، لأن التوبة من أفضل الأعمال، ولأن العبد لا ينفك عن ذنب يوجب التوبة والرجوع إلى الله تعالى، ومهما أتتك الوسوسة في أي باب من أبواب الدين سواء في العقيدة أو في العبادات من طهارة وصلاة ونحو ذلك، فأعرض عنها ولا تلق لها بالا، واعلم أنها من كيد الشيطان ومكره وتلبيسه عليك وإرادته بك الشر، فلا تمكنه من ذلك، واستقم على شرع الله تعالى ما أمكنك، واجتهد في الدعاء بأن يصرف الله عنك ما تعاني منه من المرض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات