السؤال
بعض الناس عندما يفزع من شىء أو يخاف يقول كلمات مثل: (يا ماما أو يا مامي أو يا أمه). فهل هذه استغاثة بغير الله إذا كانت الأم غائبة أو ميتة؟
تحمل كلمة ( يا ماما , يا مامي ) على هذا المعنى أي أن هذا مما يجري على اللسان فى مصر عند بعض الناس ولا يقصد به الاستغاثة بغير الله عز وجل أو الشرك بالله أو طلب العون.
و هل يكفر الشخص القائل هذا إذا كان لا يقصد ولا يعلم أصلا أن هذه الصيغة من الاستغاثة؟
نفس السؤال على مما يجري على اللسان فى مصر عند التعجب مثل: يا لهوى أو يا خبر أو يا خرابي. أيضا قول: يا نهار أبيض. ليس مقصود منها سب الدهر؟
أيضا ما هو حكم من كان مسافر بعيدا عن زوجته و قال "يا حبيبتى يا زوجتى " و هى غائبة و لم يقصد الاستغاثة بها بل يقصد انه اشتاق اليها و لم يكن يعلم ان هذه صيغة استغاثة و هل فى ما حدث شبهة ردة او كفر ام هل هذه صيغة ندب و ليست استغاثة .
أعتقد ان كثير جدا من الناس يهتمون بهذه الفتوة و ارجو ان يستفيدوا بالاجابة
شكرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقول الشخص: يا ماما ونحوها عندما ينوبه شيء يبعد أن يكون المقصود به الاستغاثة سواء كانت الأم ميتة أم حية غائبة، وسواء كان الأمر الذي حدث مما يقدر عليه المخلوق أم مما لا يقدر عليه. وقول الزوج لزوجته يا حبيبتي أبعد ما يكون من الاستغاثة.
وقد ذكر علماء البلاغة أن النداء قد يخرج عن معناه الأصلي الموضوع له فيستعمل في أغراض غير الطلب، وهذه الأغراض تفهم من قرائن الحال أو قرائن المقال، كأن يستعمل النداء في الزجر واللوم، أو التحسر والتأسف والتفجع والندم أو الندبة، أو الإغراء، أو اليأس وانقطاع الرجاء، أو التمني، أو التذكر واستحضار الصورة، أو التضجر، أو الاختصاص، أو التعجب، إلى غير ذلك مما ذكره أهل اللغة. ولمعرفة المزيد بهذا الخصوص يمكن مراجعة كتاب: البلاغة العربية أسسها وعلومها. لمؤلفه عبد الرحمن الميداني. ومن هذا الباب ما ذكر من ألفاظ من نحو: يا لهوي أو يا نهار أبيض... ونحو ذلك مما يقصد به التعجب ونحو ذلك.
بقي أن نبين أنه على فرض أن أحدا استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله وأن هذا شرك بالله تعالى فإنه لا يحكم بكفره بمجرد ذلك، فالتكفير له شروطه وضوابطه ومنها العلم، وراجع الفتوى رقم: 721 ففيها تفصيل ضوابط التكفير.
والله أعلم.