اضطررت لفتح حساب في بنك غير إسلامي على أن أخرج الفوائد في أي سبيل طيب لأتخلص منها، وحين بدأت فتح الحساب سألني الموظف هل تريد أن تصلك خطابات من البنك إلي البيت فقلت له لا حاجة لي بذلك، وبعد فترة علمت أن البنك يريد خصم 100 جنيه كرسوم، وحين سألت عن الرسوم أخبروني أنها رسوم سرية الحساب حيث لم أرغب في وصول أي خطابات إلى منزلي من البنك وبهذا يصبح الحساب سريا ، بالرغم من أن الموظف حين سألني لم يخبرني أن هناك أي رسوم وخاصة أن الأمر في الغالب يكون بالعكس بمعني أني لو قلت أرسلوا خطابات فالمفروض أن البنك يطالبني برسوم نظير تكلفة الإرسال، والخلاصة أن الموظف لم يخبرني بشأن خدمة الحساب السري هذه وطبعا الآن طلبت إلغاء الخدمة ومعلوم أن هذه الرسوم ستذهب لرأس مال البنك طبعا، فهل لي أن أقتطع من الفوائد مبلغ 100 جنيه نظير الرسوم التي أخذها مني البنك دون رضائي؟.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس لك أخذ شيء من الفوائد عوضا عما أخذ منك مقابل خدمة سرية المعلومات ولو لم تكن على علم بذلك، فالفوائد يلزم التخلص منها جميعها في مصالح المسلمين وتدفع إلى الفقراء والمساكين وليس لحائزها أن يأخذ منها لنفسه أو يدفع بها عن ماله ولو كان ما يؤخذ منه ظلما، لكونه ينتفع بذلك ويوفر به ماله وهذا لا يجوز له، ثم إن من احتاج إلى فتح حساب ببنك ربوي عليه أن يقتصر على ما يدفع تلك الحاجة كالحساب الجاري دون حساب التوفير ونحوه.

والله أعلم.