السؤال
لماذا تعلم السيرة النبوية ليس فرض عين؟ وكما نعلم فنحن ملزمون بحب الرسول في أحاديث كثيرة لا يكمل إيمان العبد إن لم يحبه أكثر من ماله ووالده وولده ونفسه والناس أجمعين، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ـ وقال أيضا: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ـ وآيات وأحاديث آخرى، فكيف نحبه ونتبعه إن لم نعلم كل تفاصبل حياته مثل وجوب الوضوء فكيف نصلي بدون وضوء؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حب الرسول صلى الله عليه وسلم فرض واجب سواء علمنا سيرته أو لم نعلم، لما في الحديث: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. متفق عليه.
وفي رواية لأحمد: ومن نفسه.
وفي الحديث: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.. متفق عليه.
وقال الله تعالى: قل إن كان آباؤكم وأبنآؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين {التوبة::2}.
ولما قال عمر ـ رضي الله عنه: لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي، قال له: والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر. رواه البخاري.
ولكن إيجاب تعلم سيرته التي تتحدث عن حياته كما هو مدون في كتب السيرة لا بد له من دليل وهو غير موجود، ولا يتوقف حب النبي صلى الله عليه وسلم على الوقوف على تفاصيل هذه السيرة المدونة في كتب السير، لكن لا ريب أن دراسة المسلم لسيرته والتعمق فيها سبب من أسباب محبتة والوصول الى الدرجة القصوى منها فمن عرفه حقا أحبه وأما تعلم هديه في الواجبات فهو واجب.
والله أعلم.