السؤال
منذ سنتين كان يدرسنا أستاذ للفرنسية وكنت أعيره بعديد المصطلحات المكتوبة والمسيئة لشخصه على جدران المؤسسة وببيانها مقلدا بذلك الحركات الثورية ولكنني أظن أنني ظلمته كثيرا وكنا نناديه بألقاب مكتوبة بسبب أنه لم يكن يدرسنا جيدا ولكن الآن لا يظهر أن هذا السبب كان صحيحا 100 في 100، فماذا أفعل لأرد مظلمتي؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مما حرم الله تعالى عيب الناس وسبهم والسخرية منهم، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الأيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون {الحجرات:11}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم قال: سباب المسلم فسوق. الحديث متفق عليه.
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه، التقوى ها هنا، بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه. رواه مسلم.
وفي الحديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت. رواه الشيخان.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق. رواه أبو داود
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره لآية: لا يسخر قوم من قوم ـ ينهى تعالى عن السخرية بالناس، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: الكبر بطر الحق وغمص الناس. ويروى: وغمط الناس، والمراد من ذلك: احتقارهم واستصغارهم، وهذا حرام، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له. انتهى
والواجب عليك الآن هو التوبة إلى الله مما فعلته، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود. وفي وجوب استحلال من اغتبته أو سخرت منه خلاف راجعه في الفتوى رقم: 127747.
وراجع للمزيد في الأدب مع المعلم وشناعة ظلمه الفتوى رقم: 118391
والله أعلم.