مشروعية عدم التزام الموظف بالدوام الكامل بإذن جهة عمله

0 278

السؤال

سؤالي يتعلق بالعمل في الوظيفة الحكومية: فأنا أعمل موظفة في إحدى الوزارات التابعة للسلطة الفلسطينية وأحاول الالتزام قدر ما أستطيع، وسؤالي من شقين:
الشق الأول: أنا أعمل في مقر الوزارة الرئيسي في مدينة رام الله وأسكن في مدينة أخرى، وفي بعض الأحيان يتم إعطائي ما يسمى بتكليف العمل للدوام في المقر التابع للوزارة في مدينتي لحضور اجتماع مثلا، ولكن لا ألتزم بالدوام الكامل طيلة النهار في هذا المكتب لأن العرف السائد في الوزارة هو متابعة العمل المطلوب مني في التكليف دون ضرورة التقيد بساعات العمل الرسمية في المكتب الفرعي ومعنى ذلك أنه إذا كان الاجتماع من العاشرة وحتى الواحدة مثلا أتواجد في المكتب الفرعي فقط لهذا الوقت وأقوم بعدها بالانصراف إلى بيتي مع التأكيد أن جهة العمل الحكومي على علم بهذا الموضوع وهو الإجراء المتبع في مثل هذه الحالات مع جميع الموظفين، فما رأي الشرع في ذلك؟ وأيضا أحيانا يتم منحنا هذه التكاليف في ظروف خاصة مثل انقطاع الرواتب أو تأخرها علينا من باب التوفير على الموظفين وذلك بدوامهم في أماكن سكناهم لعدة أيام لتجنب دفع تكاليف المواصلات لحين نزول الراتب وأيضا يتكرر نفس الإجراء وهو عدم الالتزام بساعات الدوام الكاملة طيلة النهار وأصلا قد لا يكون هناك عمل نتابعه في هذا اليوم في المكتب الفرعي ولكن فقط من باب التوفير على الموظفين، فما رأيكم في ذلك؟.
الشق الثاني: في المناسبات الوطنية مثلا أو في ظروف خاصة كالمحاباة لحزب سياسي ضد الآخر مثلا يتم تنظيم مسيرات واعتصامات في الشوارع والميادين العامة بحيث يتم التعميم على الموظفين للمشاركة في هذه الاعتصامات والخروج من العمل مثلا في الساعة الواحدة أي قبل انتهاء الدوام بساعتين، فيغادر جميع الموظفين مقر الوزارة ومنهم أنا ولكن ما يحصل أنني لا أشارك في هذه المسيرات أبدا من باب محاربة الاختلاط غير المبرر ولأنني أعلم أن هذا الاختلاط المزدحم سيؤدي وللأسف إلى سلوكيات لا أرغب حتى في مجرد النظر إليها وأيضا لا أحب إقحام نفسي فيما يسمى بالحياة السياسية وإن كانت ظروفي أجبرتني على العمل في مثل هذه الوظيفة وبالتالي أغادر العمل إلى منزلي مع العلم أن هذا التصرف تقوم به معظم الموظفات خاصة وبعلم المسؤولين في الوزارة مع التأكيد أنني لا أستطيع البقاء في الوزارة بمفردي وأنه لا يتخذ أي إجراء من جهة العمل بحق أي موظف لا يشارك، فما رأيكم في ذلك؟ وقد تستغربون ولكني لا أستطيع الالتزام أبدا بحضور هذه المسيرات حتى لو طلبتم حضراتكم مني ذلك لاحترام عقد العمل بيني وبين الوزارة بحق لا أستطيع، أفتوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما جواب الشق الأول من السؤال: فإنه لاحرج عليك فيما أذنت فيه جهة العمل وكان عرفا معمولا به فيها من حيث التزام الموظف بالعمل في ساعات الاجتماع فقط، إذ المعتبر هو شروط العقد وما يتفق عليه العامل مع جهة عمله من حيث مدة الدوام ونوع العمل الذي يؤديه الموظف، فالعقد شريعة المتعاقدين ما لم يخالف الشرع، لقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود {المائدة:1}.

ولما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقا وأبو داود وحسن إسناده ابن الملقن في خلاصة البدر المنير.

وأما الشق الثاني من السؤال فجوابه: أنه ليس لمسؤولي العمل تعطيل مصالح الناس وأعمالهم من أجل تسيير مظاهرات ضد خصومهم ونحو ذلك، فولاية العمل الموكلة إليهم منوطة بالتصرف وفق المصلحة وهذا مما ينافي ذلك وبالتالي، فإن استطعت البقاء في عملك ولم تخشي ضررا عليك في ذلك فذلك هو الواجب عليك وإلا فلك أن تنصرفي إلي بيتك وليس لك المشاركة في مسيرات مختلطة أو اعتصام تخشين فيه على نفسك من الفتن والوقوع فيما هو محرم، ولمزيد من الفائدة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 79277، 26828، 15749، 42968.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى