ليس للأم التدخل في حياة ابنتها الزوجية بما يؤدي لإفسادها

0 247

السؤال

رجل متزوج وأب منذ شهرين وعلى أبواب طلاق. مشكلتي: حماتي التي لم تتركنا بسلام تتدخل في شؤون عائلتي وتثير أعصابي ببلادة وعدم حياء رهيبين، لاستعادة زمام الأمور تدخل عدد من الأطراف ومنها زوجها لكنها لم تعبأ بأحد، فقررت أن لا تبيت ليلة في بيت الزوجية ما دمت أحيا، مع العلم أني تركت لها حرية زيارة ابنتها خلال ساعات اليوم، وكذلك الشأن لابنتها أي زوجتي على أن لا تطيل المكوث أكثر من يومين. المشكل أن زوجتي ترفض هذه الصيغة وتهددني بالذهاب لمنزل والديها دون عودة، وهو ما يجبرني على اختيار أبغض الحلال لأنه لا تراجع عن شرطي. فأفتوني بالله عليكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فكلامنا معك سيكون من جهتين:

الجهة الأولى: تتعلق بعلاقتك أنت مع زوجتك، فينبغي أن تحرصا على أن تكون أسرتكما أسرة مستقرة فيعرف كل منكما للآخر حقه ويعاشره بالمعروف، ويسود بينكما الاحترام والتفاهم. ومن حق الزوج على زوجته أن تطيعه في المعروف كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 27662 . وهي متعلقة بالحقوق بين الزوجين.

 فالواجب إذن على زوجتك أن تطيعك في أمرك إياها بأن لا تبقى في بيت أهلها أكثر من يومين، فإن لم تستجب لذلك فهي امرأة ناشز، وكيفية علاج الناشز في خطوات ليس الطلاق بأولها فلا تعجل إليه. وليس لزوجتك تهديدك بالذهاب لبيت أهلها وعدم العودة، بل لا يجوز لها أن تخرج من بيت الزوجية من غير إذنك إلا لعذر شرعي، فإن خرجت لغير عذر فهي ناشز من هذه الجهة أيضا. وعلى كل فإننا ننصحكما بالتفاهم كما أسلفنا بدلا من التعنت الذي قد لا يفضي إلا إلى ما لا يحمد.

الجهة الثانية: أم زوجتك، فإن صح ما ذكرت من تدخلها بينك وبين زوجتك فهي بهذا مسيئة، والمطلوب شرعا من الأصهار حسن المعشر، وإذا تدخل أهل الزوجة فليتدخلوا بالمعروف أو ليدعوا، وأما مثل هذه التصرفات فإنها لا تأتي بخير. ومع هذا فإننا نوصي بالصبر على هذه المرأة وبذل النصح لها بأسلوب طيب، ويمكن أن تسلطوا عليها من يكون له تأثير عليها فينصحها . 

 وأما منعك أم زوجتك من المبيت في بيتك فذلك من حقك، بل ومن أهل العلم من ذكر أن للزوج منع والدي الزوجة من زيارتها إن خشي عليها ضررا منهما كما هو مبين بالفتويين: 115294 ، 127945. وهذا لا يعني أننا نحرضك على منعها بالكلية، بل مهما أمكنك احتمال أذاها والسماح لها بزيارتها في غير مفسدة فافعل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى