السؤال
أنا متزوجة منذ 13 عامًا، وعندي ثلاثة أطفال. زوجي يرى أنني مقصرة في الأعمال المنزلية، ويرفض جلب أي شخص للمساعدة. يلجأ إلى هجري في الفراش لأسابيع، كعقاب لي على هذا التقصير. وعندما واجهته، أخبرني أن هذه هي الوسيلة الوحيدة ليُظهر موقفه مني.
فهل هذا التصرف جائز شرعًا؟ وهل إذا طلبت الانفصال بسبب هجره لي في الفراش أكون آثمة؟ علمًا بأنني لا أرغب في الانفصال، ولكن الضرر النفسي الذي يقع عليّ كبير جدًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم تذكري لنا وجه التقصير الذي يحدث منك في الأعمال المنزلية، ويهجرك زوجك بسببه عقوبة لك، ولذلك؛ فكلامنا هنا سيكون للفائدة وعلى وجه العموم، فنقول: إن الفقهاء مختلفون في حكم خدمة المرأة في بيت زوجها، وسبق بيان أقوالهم في ذلك في الفتوى: 13158، وقد رجحنا فيها أن الخدمة تجب عليها بما يقتضيه العرف، كما يجب عليه هو الخدمة الظاهرة.
وقد ذكر الفقهاء -أيضًا- أن المرأة إن كانت ممن يُخدَم مثلها، أن على زوجها أن يوفر لها خادمًا. وتراجع الفتوى: 398122.
ويجوز للزوج أن يهجر زوجته إذا نشزت، بمعنى: إذا لم تطعه فيما يجب عليها طاعته فيه من أمور الحياة الزوجية. وتراجع الفتوى: 161663، ففيها بيان تعريف النشوز. ولم نجد أحدًا من أهل العلم ذكر أن تقصير الزوجة في خدمة البيت من النشوز، ويبيح للزوج تأديبها بسببه.
وإن كان الهجر لغير نشوز، فيجوز لها طلب الطلاق إذا تضررت من ذلك. وانظري الفتوى: 136171.
ونؤكد على أن ما ذكرناه للفائدة، وننصح بمشافهة أحد العلماء، والأفضل من ذلك أن يجلس الزوجان، ويكون بينهما حوار وتفاهم وتعاون في أمور الحياة الزوجية، لتستقر الأسرة، وليجتنبا الخصام وأسبابه، وللأزواج أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان خير الناس لأهله، يعينهن في أمور الخدمة، كما في الحديث الذي رواه البخاري عن الأسود، قال: سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. وفي مسند أحمد عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سئلت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: كان بشرًا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه.
والله أعلم.