حكم السفر لبلاد الكفر بالبحر بدون ترخيص

0 346

السؤال

أخي الكريم أنا طالب لجوء مع أسرتي وأنتظر رد مفوضية اللاجئين للرد على قضيتي، ولكن الرد تأخر كثيرا جدا ،فعادة يردون بعد خمسة أو سته أشهر أما أنا فأنتظر الآن منذ قرابة السنتين، وهم يتحججون بأن قضيتي قيد الدراسة حتى فقدت الأمل في الرد، ولا أدري أيخدعونني أم ماذا، مع العلم أني أتلقى مساعدة مالية وسكنا ورعاية صحية، وفي حالة الرد سأسافر بشكل رسمي لأستراليا أو أي دولة أخرى بشكل رسمي، وأمامي طريق آخر غير شرعي وهو السفر مع عائلتي عبر البحر من إندونيسيا إلى أستراليا عن طريق التهريب ويجب دفع مبلع من المال يقارب 14000 ألف دولار، وهذا الطريق ليس به ضمانات ويوجد حالات غرق أي أن بعض السفن تغرق ومعظمها يصل. فهل يجوز السفر بهذه المراكب إذ أن أولادي في حالة عدم استقرار وعدم دراسة، وتجاهل المفوضية العليا للاجئين لقضيتنا والتعامل معنا بتمييز، وإذا غرقنا فهل نكون آثمين. أفتنا بارك الله فيك مع العلم أن الوضع الذي نحن فيه الآن ما هو وضع مدمر لأبنائنا وبناتنا، فالفساد والفسق والسحر والزنى، والغش والتنصير منتشر بشكل لا يعلمه إلا الله، ولا نأمن على أولادنا ولا نسائنا من الخروج لحالهم، ولا يوجد قانون، وممنوع على أولادنا دخول المدارس، ونحن مضطرون ليس لنا خيار, أما الوضع في أستراليا فهناك مدارس إسلامية وأمن، وجالية إسلامية جيدة، أما بالنسبة للفتنة فنحن ملتزمون ولله الحمد ونحفظ كتاب الله وننكر عليهم ما يفعلوه ولا نقبله بقدر أنملة، كنا نعيش من قبل في بريطانيا ونعرف ما هم عليه من ضلال. فهل يجوز السفر عن طريق المركب غير الشرعي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فهذا السفر تكتنفه محاذير ومخاطر منها أنكم  ستدخلون البلاد بغير ترخيص،  والشرع يمنع الحيلة والخداع،  ومنها ركوب البحر مع هذه السفن غير الشرعية كما تقول، ونحن نعلم ما يحف بهذا التهريب من المخاطر والتعرض للمطاردات التي قد تنتهي في أحيان كثيرة بغرق المسافرين، أو بإلقاء القبض عليهم وإهانتهم وإذلالهم مما  يتنافى مع ما هو معلوم من وجوب حفظ النفس والعرض، كما أنها تؤدي إلى إذلال النفس ، والمسلم ليس له أن يذل نفسه، وقد أعزه الله تعالى، كما قال: ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون {المنافقون:8}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه. قالوا: وما إذلاله لنفسه؟ قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق. رواه الإمام أحمد والترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
 ومنها أنكم ستسافرون إلى بلد غير مسلم . ولست مضطرا للسفر إلى تلك البلاد بعينها، فالدول الإسلامية كثيرة ويسعك السفر إلى إحداها للإقامة بها بين ظهراني المسلمين . وفي ضوء ذلك لا يظهر لنا جواز سفركم هذا .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى