الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السفر لطلب الرزق في بلاد المسلمين أفضل

السؤال

تخرجت السنة الماضية، وعمري سبعة، وعشرون عاما، وحاليا أنا موظف، ودخلي في المتناول، ليس مثاليا، وليس سيئا، ولكنني لا أقدر على الادخار من راتبي للمستقبل، فهو يكفيني في مصاريفي في الشهر، وإعطاء الوالدين بعضا منه، ولا يمكنني أن أمنع نفسي من إعطاء والدي، وفي نفس الوقت أريد ادخار بعض منه، فأنا عندما أشكو همي لصديقي، وأقول له أريد توفير المال للمستقبل، فإنه يجيبني: لا تعطي لوالديك، وادخر ذلك المال لك في حال أردت الزواج، أو عمل مشروع في المستقبل، ولكن لا يمكنني أن أفعل ذلك، فضل والدي علي لا يمكنني أن أنساه ما دمت حيا، وأحب تلك اللحظة التي عندما أعطيهم المال أشعر بإحساس جميل، وأنني أفعل شيئا، ولو صغيرا... وأرى السرور على وجوههم، لهذا أصبحت أفكر في الهجرة لتحسين دخلي، ومنه إيداع بعض المال، وإرسال بعضه لوالدي، مع العلم أن حالتهم المادية عادية، فأبي متقاعد، وعنده دخل شهري، وأريد مساعدة أمي في الذهاب للعمرة، فهي تحب ذلك المكان، ولا يمكنني حاليا أن أوفر لها بعضا من المال لمساعدتها للذهاب للعمرة، وهي في حاجة لها، أريد أن أكون سببا في ذهابها، وتكون سببا في مرضاة الله علي، وهدايتي، والبلدان الأوربية ـ كما يعرف الكل ـ دخلهم مرتفع عن دخلنا، فهل يجوز لي التفكير في تحسين الدخل؟ أم يجب أن أحمد الله، وأجلس هنا، وأعيش كل شهر، بشهر دون جديد؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على مساعدة والديك، ولا شك في أن ذلك بر بهما، وإحسان منك إليهما، فنسأل الله تعالى أن يكسبك رضاهما، ففي رضاهما رضا الله عز وجل، كما ثبت في الحديث الذي رواه الترمذي، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.

ونرجو أن يكون هذا البر، والإحسان سببا للتوفيق، وتيسير سبل الرزق الحلال.

والسفر من أسباب الرزق، كما سبق وأن بينا في الفتوى: 133186.

والسفر إلى البلاد غير الإسلامية لطلب الرزق، أو غير ذلك من المصالح، لا حرج فيه، إذا روعيت الضوابط الشرعية، التي قد ضمناها الفتوى: 246922.

ولكن في بلاد المسلمين كثير من الخير، فينبغي البحث عن سبيل للسفر لواحد منها، وطلب الرزق هنالك طلبا للسلامة، ففي بلاد الكفر من المغريات، ودواعي الشهوات ما قد يكون الشخص قد عرض نفسه بسببها لكثير من البلاء، والفتن، وسلوك سبيل العافية هو الأجدى، والأنفع، هذا مع الاستعانة بالله تعالى، ودعائه، وسؤاله التيسير، فالدعاء واحد من جملة أسباب الرزق، ولمزيد الفائدة يمكن مطالعة الفتوى: 112334.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني