محاربة الفساد لا تكون بالوسائل غير المشروعة

0 276

السؤال

في البداية لا أزكي نفسي على الله، لكن والحمد لله شاب تحت العشرين أحافظ على الصلوات الخمس قدر المستطاع وأغض بصري تماما والحمد لله عن كل المحرمات حتى إنني دائما أتصفح الأنترنت دون أي صور خوفا من رؤية الحرام الذي أصبح منتشرا جدا في أيامنا هذه
ولدي ولله الحمد خبرة كبيرة جدا في مجال الكمبيوتر والبرمجيات، وسؤالي يبدأ بأنني في أحد الأيام فوجئت عندما فتحت صفحتي الرئيسية على موقع الفيس بوك بصورة إباحية منشورة على صفحتي، وبالتحقيق في الأمر وجدت أنه وللأسف أحد الذين قمت بإضافتهم قد أعجب بهذه الصورة وبالطبع أدركت أنها إباحية من التعليقات الفاجرة التي وجدتها أسفل الصورة، وعندما بحثت عن الناشر الأصلي لها فوجئت أنها فتاة، وحين دخلت على ملفها الشخصي فوجئت أنها سحاقية وأن كل أصدقائها هم من الفتيات اللواتي يمارسن هذه العادة، كما أن كل صفحاتهم على الفيس بوك مليئة بالصور الإباحية التي تفسد الدين والخلق وأيضا بالتعليقات الفظيعة التي لا ترضي الله ولا رسوله، وأول ما فكرت فيه هو استغلال خبرتي في الكمبيوتر لإيقاف صفحة هذه الفتاة وكل أصدقائها ولكن ذلك تتطلب أن أرسل لها طلب صداقة وهنا تأتي المسألة أنني اضطررت أن أنشئ حسابا وهميا في الفيسبوك باسم إحدى الفتيات الوهميات واضطررت للأسف أن أكتب في الملف الشخصي بعض العبارات الإباحية لتكون جاذبة لتلك الفتاة وصديقاتها حين أرسل لهم طلبات الصداقة لأستطيع الحصول على إيميلاتهم وإيقاف صفحاتهم التي تنشر الفتنة بين عباد الله وتحض على الرذيلة في أقبح أشكالها، وبالفعل وفقني الله وأصبحت الآن باستخدام ذلك الحساب الوهمي صديقا على الفيسبوك لأكثر من 56 فتاة من هذا النوع، ولكنني أثناء عملي على إتمام تعطيل حساباتهم أتعرض لقراءة عبارات إباحية شنيعة للأسف تثير أحيانا شهوتي وأشعر بذنب كبير من ذلك، كما أنني أحيانا أضطر للتحدث إلى إحداهن على أنني فتاة مثلها محاولا أن آمرها بالمعروف وأبين لها قبح ما تفعله هي وصديقاتها، كما أحاول نشر بعض الصور والمحاضرات عن عذاب القبر وخلافه على صفحاتهن، فهل أنا آثم فيما فعلت؟ وهل غايتي الشريفة في وقف هذه الفتنة تبرر ما أفعله وما أستخدمه من أساليب؟ لقد أصبحت متحيرا في هذا الأمر ولا أدري هل أنا بذلك أجاهد الفتنة أم أؤذي نفسي؟ فماذا يجب علي أن أفعل؟ وهل ألغي كافة الصداقات وأتوقف عما أفعله وكأنني لم أر شيئا؟ أم أستمر في نصحهن والعمل على تدمير صفحاتهن إن لزم الأمر رغم ما أتعرض له من الفتن التي والله لا تتجاوز الكلمات الإباحية، لأنني أصلا وكما ذكرت مسبقا أتصفح دوما الأنترنت دون أي صور؟ وجزاكم الله عنا كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشكر الله لك غيرتك على حدود الله، وحرصك على الخير، وبغضك للفساد ومحاربتك له، فهذا لا ريب أنه من الغايات النبيلة والمقاصد الحسنة، ولكن لا بد أن يتوصل المسلم إلى ذلك بوسائل مشروعة، ودون أن يعرض نفسه للافتتان، فإن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، والتخلية قبل التحلية، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم. متفق عليه.

وقد سبق لنا في الفتوى رقم: 50387، شرح قاعدة: الوسائل لها أحكام المقاصد، وفي الفتوى رقم: 74667، بيان ضوابط كون الغاية تبرر الوسيلة.
وراجع بخصوص موضوع سؤالك الفتويين رقم: 111246، ورقم: 131563.

وننبه هنا على أن مثل هذه الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن حصرها فضلا عن إيقافها، فلا بد من مراعاة ذلك في تقدير حجم الوقت والجهد المناسبين للعمل على إيقاف بعضها، فقد يكون الأنسب هو إهمالها تماما، أو الاكتفاء بما أشار إليه السائل من نشر بعض الصور والمحاضرات الدعوية عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات