أنا شاب في العشرين ملتزم وعندي حب لألعاب الكمبيوتر وأريد أن أعمل في مجال برمجة الألعاب لكي أستطيع ـ إن شاء الله ـ أن أقيم شركة إسلامية متخصصة في صنع ألعاب تتكلم عن قصص الفتوحات الإسلامية وأبطال المسلمين وتذكر الشباب بالتاريخ والقيم الإسلامية وتخلو من المخالفات الشرعية وأنشرها في العالم الإسلامي بدل الألعاب التي تدور حول أفكار كفرية بالإضافة إلى عدم خلوها من المخالفات الشرعية من موسيقى ومناظر غير لائقة للعالم الإسلامي، لأن الألعاب في عصرنا تشكل جزءا كبيرا من حياة الشباب، ولكي أستطيع أن أفعل هذا، يجب أن أسافر وأعمل في بلدان مثل أمريكا وكندا وأوروبا، ويجب أيضا أن أعمل في شركات غربية لكي أكسب الخبرة الكافية لكي أستطيع فتح شركتي في العالم الإسلامي لاحقا، لعدم وجود هذا المجال مطلقا في العالم الإسلامي حيث إننا نستورد كل هذه الألعاب من الغرب حصرا، مع العلم أن هذه الصناعة قيمتها في الولايات المتحدة فقط حوالي عشر مليارات دولار، وهناك احتمال في عملي عند تلك الشركات أنني سأضطر للعمل في برمجة بعض الألعاب يكون فيها مخالفات شرعية مثل الأغاني وغيرها، فهل أستطيع أن أجاهد نفسي وأعمل في تلك الشركات لكي أكسب الخبرة الكافية ثم العودة مباشرة لكي أقيم شركة لصنع الألعاب تخلو من المخالفات الشرعية وتكون أفكارها هادفة توجه الشباب إلى القيم والأخلاق الإسلامية، فكثير من الألعاب المتواجدة حاليا تعزز أفكار غير أخلاقية كأن يكون البطل لصا أو محتالا أو قاتلا والبعض الآخر يعزز فكرة أن العمل خارج نطاق الشرع يعتبر بطولة وللأسف الشديد لا يوجد أي بديل على الإطلاق داخل العالم الإسلامي، مع العلم أن برمجة الألعاب هي نوع خاص جدا من البرمجة لا يمكن تعلمه إلا من خلال العمل في شركات متخصصة فيه، لأنه يتعامل بلغات برمجية خاصة إلا الذين يعملون في هذا المجال وعليه، فمن الاستحالة تعلم هذا العلم إلا من خلال العمل في شركات متخصصة في مجال برمجة ألعاب، وهذا من خلال ما تعلمته من خلال دراستي لهذا المجال بشكل فردي عن طريق الكتب فقط لمدة سنتين والله على ما أقول شهيد، أرجو من حضرتك أيها الشيخ أن تتأمل في الإجابة جدا، لأنني فعلا أريد أن أفيد نفسي وبقية الشباب في مجالي، وإن كان هناك أي استفسار آخر فأرجو مراسلتي على نفس هذا العنوان البريدي.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على هذه النية الطيبة والغيرة على واقع شباب الأمة وما أمعن فيه أعداؤها من غزوها فكريا لهدم القيم والأخلاق، وقد حققوا كثيرا من أهدافهم للأسف بسبب ضعف الرقابة وسوء التربية وعدم وجود البدائل الإسلامية لتلك البرامج والمنتجات الإعلامية، وإذا استطعت إنتاج ألعاب هادفة وبرامج نافعة تغرس القيم الإسلامية وتربي الشباب على التعلق بالقدوات الحسنة، ويتعلم من خلالها تأريخ أمته وأمجادها الخالدة فنعما هو، ولا حرج عليك في العمل لدي تلك الشركات  لتكتسب خبرة، لكن احرص على أن يكون عملك فيما هو مباح وتجنب العمل فيما قد يعرض لك مما لا يجوز واعلم أن الغاية النبيلة لا تبرر الوسيلة السيئة، ولمزيد من الفائدة حول عمل الرسوم المتحركة انظر الفتوى رقم: 173197.

والله أعلم.