السؤال
زنيت كثيرا وهذا الموضوع أصبح عاديا عندي ولا بد أن أعمله فإن لم أعمله مع أحد عملته مع نفسي وتعبانة جدا من داخلي وكلما أردت أن أصلي أرجع ثانية بشكل أسوأ يا ليت أحدا يساعدني، أنا لا أعرف ماذا أعمل؟ لأن ربنا لن يتقبل مني حاجة، وشكرا.
زنيت كثيرا وهذا الموضوع أصبح عاديا عندي ولا بد أن أعمله فإن لم أعمله مع أحد عملته مع نفسي وتعبانة جدا من داخلي وكلما أردت أن أصلي أرجع ثانية بشكل أسوأ يا ليت أحدا يساعدني، أنا لا أعرف ماذا أعمل؟ لأن ربنا لن يتقبل مني حاجة، وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك على خطر عظيم، وأنت بإقامتك على هذه الكبائر وتلك الموبقات متعرضة لسخط الله وغضبه الذي لا يقوم له شيء فخافي غضب الله واحذري عقوبته وارجعي إليه بالتوبة النصوح، واعلمي أنك إذا تبت توبة صادقة تقبل الله توبتك وأعانك على الاستقامة، ومهما كان ذنبك عظيما فإن صدقت توبتك بأن ندمت على ذنوبك وأقلعت عنها وعزمت على أن لا ترجعي إليها فإن الله بكرمه وبره وإحسانه ورحمته سيتجاوز عنك، كما قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}.
ومما يعينك على التوبة أن تعلمي عظيم عقوبة هذا الذنب الشنيع والجرم الفظيع الذي ترتكبينه، وأن الله تعالى يسخط على فاعله ويتوعده بالخزي والعقوبة العاجلة والآجلة، كما قال سبحانه: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا {الفرقان: 68 ـ 69 }.
وانظري للأهمية الفتوى رقم: 156719، حول قبح هذه الجريمة النكراء وما أعد الله لفاعلها من العقوبة.
وأما ترك الصلاة: فانظري لبيان خطره الفتوى رقم: 130853.
ومما يعينك على التوبة كذلك أن تتركي بيئة الشر التي تعينك على المنكر وتحملك عليه، فتبدلي أصدقاء الشر ورفقاء السوء بصديقات يحثثنك على الخير, وعليك كذلك أن تجتهدي في دعاء الله تعالى وأن تتضرعي له وتكثري اللجأ إليه حتى يعافيك من هذه البلايا فإنه تعالى مقلب القلوب، وجاهدي نفسك كلما دعتك إلى الفاحشة وذكريها غضب الله تعالى واطلاعه على العبد وإحاطته به وأنه لا يخفى عليه شيء من حال العبد، وذكريها الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، وذكريها يوم القيامة وشدة كربه وهول الموقف بين يدي الله تعالى والعرض عليه والفضيحة على رؤوس الخلائق، ثم ما بعد ذلك من النار التي وقودها الناس والحجارة، فاخشي على نفسك النار فإن حرها شديد وقعرها بعيد ومقامعها حديد، فأي لذة مهما عظمت لا تقارن بهذا الهول الهائل والكرب العظيم، ولقد أحسن من قال:
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار.
تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار.
نسأل الله أن يتوب عليك وعلى عصاة المسلمين.
والله أعلم.