على المذنب التوبة والستر على نفسه

0 202

السؤال

ياشيخ أحببت أن أستفسر: عندما كنت في فترة المراهقة عمري 17 سنة كنت على علاقة مع واحد من أهلي، وكان يكبرني ب 9 سنوات،
وكانت علاقتنا فيها معاصي ـ أستغفر الله العظيم ـ وكانت فيها قبلات حارة وأحضان حتى وصل الأمر لأن لامس ذكره عضوي من الخارج فقط، وبعدها تبت ورجعت إلى الله وقطعت علاقتي به، لأنه لم يوافق على تركنا لتلك الأمور المشينة، وعند تقدم شاب آخر يتسم بالتقوى والصلاح وافقت عليه، فتزوجت ذلك الرجل الصالح، والآن لدي ابن من زوجي ولكن أشعر بالذنب كل فترة، لأنني أحس أنني قد أغش زوجي. فهل في ذلك شيء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس فيما ذكرت غش لزوجك أو إثم عليك في كتمان هذا الأمر عنه، بل عليك أن تستري على نفسك، فإن الإنسان إذا وقع في معصية عليه أن يستر على نفسه ولا يخبر بها أحدا، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله، فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه مالك في الموطأ.

قال ابن عبد البر: وفيه أيضا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة.

وما دمت قد تبت من هذه الأمور توبة صحيحة فلا وجه لخوفك وانزعاجك، فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فأعرضي عن هذه الوساوس، واشكري الله على أن وفقك للتوبة ورزقك زوجا صالحا، فاجتهدي في طاعة الله وأحسني عشرة زوجك، وأشغلي نفسك بما ينفعك من أمور الدين والدنيا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات