السؤال
يا إخوان أنا شاب عمري 23 سنة، ابتلاني الله بمعصية لم أستطيع أن أدحرها وهي للأسف [ الصلاة ] فيأتيني وقت لا أصلي فيه إلا في بعض الأيام، ويأتيني وقت أصلي فيه وبعض الأحيان أصلي في البيت.
مشكلتي : إحساسي بالندم الدائم فلا أكاد يغيب عن بالي ساعة واحدة.
عظم علي الأمر حتى إنني لا أنام من كثرة الندم والتفكير إلى صلاة الفجر وأصليها، ولا أستطيع التماسك في الصلاة فأبكي من خشية القرآن. ثم أعود للنوم لمدة ساعتين وأذهب للدوام ويرهقني ذلك.
أنا لا أسمع أغاني الحمد لله ولا أحبها. حاليا أرى أن التوبة الصحيحة هي الالتزام بشكل كامل .
بماذا تشيرون علي يا أهل العلم إني أرى أننا نصلي صلاة وكأننا ندفع عليها دفعا. فإن تبت إلى الله أخاف وأظن أنني لم أكن أعبد الله بالشكل الصحيح من ناحية أداء الصلاة والصوم والزكاة وما إلى ذلك.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما تقصيرك في الصلاة وتركك لها أحيانا فإنه إثم عظيم من كبائر الذنوب والآثام، وانظر الفتوى رقم 130853 وأما ندمك على ما ارتكبته من ذنوب فهو أمر حسن، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الندم توبة. فهذا الندم دليل حياة القلب وأمارة على التصديق بما أخبر الله تعالى به، فعليك أن تستثمر هذا الندم وتحوله إلى اجتهاد في فعل الصالحات والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات، ورأس ذلك أن تتعلم العلم الشرعي فإنك به تميز بين ما يحبه الله تعالى وما يبغضه، وتعرف ما يقرب إليه سبحانه وما يبعد عنه، والالتزام الحقيقي لا يحصل إلا بالعلم ثم العمل بما يوجبه العلم. فعليك أن تتدارك ما فاتك من تقصير وأن تحسن الظن بربك تعالى فإنه تعالى عند ظن عبده به، فاجتهد في الاستغفار والذكر وسائر ما تقدر عليه من الطاعات، ولا تضيع شيئا من الفرائض وأكثر من النوافل، فبهذا تنال ولاية الله ومحبته.
ويلزمك أن تقضي ما ضيعته من صلوات، ولبيان كيفية القضاء انظر الفتوى رقم 70806 وأما ما تشعر به من ثقل العبادة وكأنك تدفع إليها دفعا فهذا أمر يزول بالمجاهدة، فإن العبد لا يزال يجتهد في طاعة الله تعالى ويحمل نفسه عليها حملا حتى تطاوعه نفسه على الفعل فيؤدي الحق سماحة لا كظما وطواعية لا كرها، وراجع الفتوى رقم 139680 نسأل الله أن يعيننا وإياك على مرضاته.
والله أعلم.