السؤال
تقدمت لفتاة أكثر من مرة، وكنت أدعو الله في كل مرة أني أسأله حسن الاختيار، وإذا كان به خير فليتم الموضوع (وكل مرة لم يتم إلى أن دخل في نفسي أن الله لا يريدها لي، فتركت الأمر - ولكن عندما سمعت أن تلك الفتاة خطبت شعرت بحزن عميق وألم شديد؛ رغم أني كنت تاركا للموضوع، والآن كيف لي أن أنساها.
(ملحوظة: أمي كانت ترفض الموضوع بشدة بحجة أنها ووالدها لم يقدروا ابنها )
أشيروا علي كيف أتخلص من الحزن والألم على فراقها وتركها رغم أني مقتنع بأنها ليست مناسبة لي، ولكن القلب غير قادر على الاقتناع بذلك لتعلقه بها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما يهون عليك الأمر أن تعلم أن كل ما يصيب العبد إنما هو بقدر من أقدار الله التي كتبها قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، فلا راد لقضائه سبحانه وتعالى.
قال ابن القيم (رحمه الله) : و من علاجه - يعني ألم المصيبة - أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور} [الحديد: 22 - 23] .
ثم تعلم أن أقدار الله يجريها بحكمته البالغة ورحمته الواسعة ، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا ، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا ، قال تعالى : " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون [البقرة:216].
قال ابن القيم : والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليا. اهـ من الفوائد.
وننصحك أن تبادر بالبحث عن امرأة صالحة تتزوجها، فإن ذلك قد يزيل ما بقي في قلبك من التعلق بتلك الفتاة ويبدد تلك الخواطر والأوهام .
وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.