قوة إرادة عمرو بن الجموح غلبت عذره

0 511

السؤال

ما هو الدليل الشرعي على أن الله عذر عمرو بن الجموح من المشاركة في غزوة أحد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الدليل على أن الله تعالى عذر عمرو بن الجموح -رضي الله تعالى عنه - في عدم المشاركة في غزوة أحد هو قوله تعالى في سورة الفتح: ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج [الفتح:17]. وعمرو بن الجموح -رضي الله تعالى عنه - كان أعرج شديد العرج، فقد أخرج الإمام أحمد في المسند عن أبي قتادة قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل، أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة؟، وكانت رجله عرجاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم . فقتلوه يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم، فمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة . فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد.

وورد أنه لما جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشكو إليه منع بنيه له من الخروج يوم أحد قال له  النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه معذور، فقد أخرج البيهقي في السنن الكبرى وأبو نعيم في معرفة الصحابة "عن ابن إسحاق، قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن أشياخ من بني سلمة، قالوا كان عمرو بن الجموح أعرج شديد العرج، وكان له أربعة بنين شباب يغزون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوجه إلى أحد، قال له بنوه: إن الله عز وجل قد جعل لك رخصة فلو قعدت فنحن نكفيك فقد وضع الله عنك الجهاد. فأتى عمرو بن الجموح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن بني هؤلاء يمنعون أن أخرج معك، والله إني لأرجو أن أستشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد ". وقال لبنيه: " وما عليكم أن تدعوه لعل الله يرزقه الشهادة ". فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتل يوم أحد شهيدا" قال الشيخ الألباني في فقه السيرة: سنده حسن إن لم يكن مرسلا وقد روى بعضه أحمد بسند صحيح.

والحاصل أن عمرو بن الجموح من أهل العذر لكونه أعرج، لكنه رضي الله عنه وأرضاه آثر طلب الشهادة في سبيل الله، فرزقه الله إياها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة