السؤال
إذا تعرضت إحدى الفتيات لحالة اغتصاب وبعد إفاقتها من البنج عرفت ما حدث وحرصت ألا يعرف والداها المسنان والمرضى، وفي نفس الوقت عرض عليها عرسان كثيرون ومنهم من على خلق ودين لمدة خمس سنوات وأحدهم رغبت في أن تكمل حياتها معه لدينه وخلقه الحسن وعرفته بما حدث، لأن ذلك من حقه واعتبرته خداعا إذا لم تخبره، وبعدها تراجع إلى الوراء ولم يرغب في تكميل الزفاف وهي في أشد الحاجة إلى تكملة حياتها مع شخص يرعاها، والآن ترغب في الستر وعرفت أنه يجب أن لا تحدث أحدا لأنه حرام أن يعرف أحد، لأن من ستره الله فلا يفضح نفسه خاصة إذا كان لا يعرف من يساعده في تلك المحنة، فأنا والحمد لله على خلق وتدين بحكم الجميع قلبا وقالبا وإلا لم أكن أعلم كيف لي أن أتحمل ذلك، أفيدوني بالحل القاطع فأنا أريد التخلص من ذلك الكابوس دون تذكره والنسيان من الله وليست لدي القدرة على ذلك.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولا أنه إذا كان قد حدث اغتصاب فعلا بمعنى أنك قد أكرهت على الزنا من غير أن يكون لك تسبب فيه فلا إثم عليك، وما كان ينبغي لك أن تخبري من تقدم لخطبتك بما حدث، ولا يعتبر كتمانه غشا ما لم يكن قد اشترط البكارة.
وإذا تقدم لك خاطب آخر فلا تخبريه بما حدث، وإذا سألك إن كنت قد وقعت في الزنا أم لا؟ فأجيبيه بالنفي، وأن زوال البكارة له أسبابه الأخرى غير الزنا كالوثبة ونحوها، وهذا كله فيما إذا زال غشاء البكارة؛ وإلا فالأمر أهون.
ونوصيك بكثرة الدعاء وصدق التوجه إلى الله بأن ييسر لك الزوج الصالح، فقد أمر الله بالدعاء ووعد بالإجابة، قال سبحانه: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}. وراجعي آداب الدعاء بالفتوى رقم: 119608.
ولا حرج على المرأة المسلمة أن تعرض تزويج نفسها على من ترغب من الصالحين، ويمكنك أيضا الاستعانة بالثقات من الأخوات.
ونختم بالتنبيه إلى وجوب الحذر مما قد يكون سببا في حصول الاغتصاب من الاختلاء بالأجانب والتواجد في مواطن الشبهة وغير ذلك مما قد يغري الفسقة والمجرمين بالاعتداء على النساء، وفقك الله وسدد على طريق الخير خطاك.
والله أعلم.