داء التسويف.. خطره.. وعلاجه

0 252

السؤال

شيوخنا الأفاضل أنا شاب أبلغ من العمر 32 ومتزوج أشعر داخليا بالرغبة في الاستقامة والالتزام ولكنني دائم التسويف وعدم الجدية أرجو هدايتي إلى الوسائل التي تجسد شعوري وتخرجني من الظلمات إلى النور وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فاعلم هداك الله أن المرء لا يشعر بطعم السعادة الحقة ولا يجد لذة العيش إلا إذا أقبل على ربه تعالى وشغل نفسه بمراضيه سبحانه وجاهد هواه ونفسه الأمارة بالسوء، فهنا تكون له الحياة الطيبة في الدنيا والبرزخ والآخرة؛ كما قال تعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون. وأضر شيء على الإنسان هو تسويف الطاعة وتأخير التوبة، فإن سوف جند من جنود إبليس، يقول ابن القيم رحمه الله: والجد هاهنا هو صدق العمل، وإخلاصه من شوائب الفتور، ووعود التسويف والتهاون، وهو تحت السين وسوف، وعسى، ولعل، فهي أضر شيء على العبد، وهي شجرة ثمرها الخسران والندامات. انتهى. وقال أيضا: كم جاء الثواب يسعى إليك فوقف بالباب فرده بواب سوف ولعل وعسى. انتهى.

فإذا علمت خطر التسويف على دين العبد فإن مما يعينك على البدار بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى أن تستحضر قرب الأجل وأنك لا تدري لعلك لا تعيش إلى الوقت الذي أملت فيه التوبة والاستقامة، وأن تعلم أن مبادرتك بالتوبة الآن أيسر عليك من تأخيرها إلى الغد فإن تمكن الشهوات في القلب يزيد مع الأيام فيصعب فطام النفس عنها، وأن تستحضر اطلاع الله عليك وإحاطته بك وعلمه بمثاقيل الذر من عملك فتستحيي أن يشاهدك وأنت مقيم على مخالفة أمره، وتخشى أن يخذلك بمعصيتك فيسد عليك باب التوبة، وأن تتيقن ما صدرنا به من أن اللذة الحقة والحياة الطيبة لا تنال إلا في طاعة الله تعالى فلا ترضى لنفسك أن تحرمها تلك اللذة وهذه السعادة، وأن تدمن الفكرة في الجنة والنار وما أعد الله لأوليائه من الكرامة وما توعد به أعداءه من العقوبة فترجو وتخاف فيكون رجاؤك حاديا وسائقا لك إلى طاعة الله تعالى، ويكون خوفك زاجرا لك عن معصيته سبحانه. وراجع لزاما الفتاوى التالية أرقامها: 16976، 23498، 15219، 21743.
نسأل الله أن يهدينا وإياك صراطه المستقيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات