المؤمن بين حسنة مقبولة، وسيئة مغفورة

0 202

السؤال

أكلمكم وأنا أحتقر نفسي وأستحلفكم بالله العظيم أن تردوا علي بأسرع ما يمكن, أنا شاب في العشرينيات كنت في ضلال مبين، كل المنكرات كنت أفعلها, المهم من الله علي وهداني وأراني طريق الحق, فأعفيت لحيتي وقصرت ثوبي، وتركت أصدقاء السوء، ومسحت تقريبا كل ما يغضب ربي ولا يرضاه، وبدأت أستمع إلى المحاضرات والشيوخ والحمدلله, وكنت على علاقة حب بإحدى البنات فتركتها لله، وكنت أرجع لها للنصح فقط عندما تضعف وأضعف، والآن تركتها نهائيا لله، ولو كنت متأخرا قليلا لكن أسأل الله القبول, المهم قبل فترة ابتليت بتضخم البروستاتا أو احتقانها وذلك على ما أظن لإفراطي في ممارسة العادة السرية قديما, المهم أني تركتها مع الالتزام لما يقارب السنة و شيئا, لكني الآن انتكست وأصبحت أمارسها وأشاهد كليبات الرقص, ( لكني أغلق صوت الموسيقى، لا زلت أنكرها ) فعندما أنتهي أندم. و أقسمت بالله أكثر من مرة أني لن أعود لها، فمرات تمر دقائق وأعود لها، ومرات تمر أيام وأعود لها، أكثر من 10 مرات أتوب وأعود ( مع أني أغض بصري قبل هذا ولا أطلقه أبدا وهذا من توفيق الله ) فأقسم بالله مرة أخرى أني لن أعود لها فأعود مرة أخرى, أنا لا أعلم ماذا أفعل, العالم كله من حولنا فتن في فتن في فتن في فتن, حسبي الله ونعم الوكيل, أحس بنقص في الإيمان ولا أحس بالندم مثلما كنت أحس من قبل, وأنا إنسان دائم النصح للناس في أمور الحياة العادية سواء كان سماع الأغاني أو ترك العلاقات المحرمة أو غيرها من المنكرات, لكني أحس أني منافق و لا أعلم ما العمل فادعو لي دعاء خاصا أن يجمعني الله بمن اختارتني لأكون زوجها بالحلال و قولوا لي ماذا أفعل , لقد طفح الكيل وأنا خائف على نفسي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يغفر لك ذنبك، وأن يلهمك رشدك، وأن يقيك شر نفسك. كما نسأله سبحانه أن يطهر قلبك، وأن يحصن فرجك.
وأما ما ذكرت من حالك فإنه ليس شرا محضا، بل فيه من الخير ما يدعو للتفاؤل والرجاء، فقد قال الله عز وجل: وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم [التوبة: 102] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عمل حسنة فسر بها وعمل سيئة فساءته فهو مؤمن. رواه أحمد، وصححه الألباني. فأهل الإيمان يتقلب الواحد منهم بين حالين مرضيين لله تعالى: بين حسنة مقبولة، وسيئة مغفورة، لكون صاحبها يبادر إلى التوبة ويكثر من الاستغفار ويمحو السيئ بالحسن، وقد سبق لنا بيان ذلك مع بيان ما ينبغي عليك فعله وما ينبغي أن نذكرك به في الفتوى رقم: 111852.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات