السؤال
عندما تستعصي علي فتاة أذهب إلى أهلها وأتقدم لهم وأعشمهم بالزواج كي أخرج معها ثم تحدث بيننا تجاوزات وأتركها، وتصمت طبعا لأنها مخطئة، فما هي عقوبتي في الإسلام؟.
عندما تستعصي علي فتاة أذهب إلى أهلها وأتقدم لهم وأعشمهم بالزواج كي أخرج معها ثم تحدث بيننا تجاوزات وأتركها، وتصمت طبعا لأنها مخطئة، فما هي عقوبتي في الإسلام؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يرتاب عاقل في كون هذا العمل عملا محرما وسلوكا مشينا، فإن الغش والخداع من أجل انتهاك الأعراض ظلمات بعضها فوق بعض، وإذا وصل الأمر إلى الزنا ـ والعياذ بالله ـ فهو من أكبر الكبائر التي تجلب غضب الله وانظر في عقوبة الزاني الفتوى رقم: 26237.
وفيما دون الزنا الحقيقي راجع الفتويين رقم: 22954، ورقم: 1151.
والعجب منك كيف تسأل عن عقوبة هذا الفعل وأنت مقيم عليه وما الغرض من السؤال؟ فهل تريد أن تبقى على معصيتك إن لم تكن العقوبة شديدة؟ نخشى أن يكون في سؤالك هذا شيء من الجرأة على المعاصي والاستخفاف بالذنب وقلة الحياء من الله، وذلك خطر عظيم، جاء في الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم رحمه الله: وقال الإمام أحمد: حدثنا الوليد قال: سمعت الأوزاعي يقول: سمعت بلال بن سعد يقول: لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت، وقال الفضيل بن عياض: بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله، وفيه: وفي الحلية أيضا عن ابن عباس أنه قال: يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته، ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته، قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال ـ وأنت على الذنب ـ أعظم من الذنب، وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب، وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب.
فاتق الله واستح منه واحذر من غضبه وعقابه وبادر بالتوبة قبل أن تفوتك الفرصة، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب، فإن الإنسان إذا وقع في معصية عليه أن يستر على نفسه ولا يخبر بها أحدا، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:...أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه مالك في الموطأ.
والله أعلم.