لزوم دعاءالمريض: اللهم أحيني ما كانت الحياة... هو الخير

0 196

السؤال

إني والحمد لله في عيش رغيد ولي من العمر 37 سنة، لكن من بعد ما ذقت الأمرين من مرضي لأكثر من 26 سنة حتى ما عاد في الدنيا شيء أحبه أو أتذوقه غير طلب العلوم رغم تحسن صحتي، و إني لأرجو من الله كتبا لا تحصى في الجنة، و إني قد اشتقت إلى الحور والقصور والملك العظيم إن شاء الله، وما لي في الدنيا زوج ولا ولد ولا إخوة ولا أخوات ليفتقدوني، وإني لأسأل الله الموت إذا كنت قد بلغت ما أتمنى في الجنة وهي المنزلة التي لا ينبغي لي أن أرفع فوقها أي ذروة ما ينبغي لي أو لأحد من أهل زماني.
فهل يجوز لي سؤال الموت مع تعليق ذلك بهذا الشرط، وإن لم يجز فما سبب المنع وما نفع العيش إن كنت افتراضا قد بلغت ذروة ما ينبغي لي في الجنة إن شاء الله، وأعلم أن الموت قادم لوحده بمشيئة الله إن كنت قد بلغت ما ذكرت، لكن للدعاء تأثير فالمريض الذي كتب الله له الشفاء سيشفى لا محالة ودعاؤه مستجاب ومؤثر، كذلك ما أطلب، و إني لأعلم أن أعلى المنازل لا تنبغي لأحد بالتمني لكن قد عملنا ما نرجو أن يستجاب لنا به إن شاء الله. أفتوني وفقكم الله مع ملاحظة احتمال كوني مصابا بسرطان القولون، وأنا بانتظار إجراء فحص بالناظور قريبا إن شاء الله، وكلما أجد الأعراض تزيدني وجعا أزداد فرحا وسعادة حتى أظنني في أسعد أيام عيشي في الدنيا والحمد لله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فنسأل الله أن يزيدك ثباتا ورضا بمقدوره، ثم اعلم بوركت أن طول العمر لا يزيد المؤمن إلا خيرا، واعلم كذلك أن الأولى للسالك أن يفوض أمره لربه تعالى ويعلم أن اختيار ربه له خير من اختياره لنفسه، فهو موطن نفسه على التسليم لحكم الله والرضا بجميع ما يقدره الله وليس له اختيار في سوى ما يختاره له ربه، فإن أحياه وأمد في عمره علم أن هذا هو الخير والمصلحة، وإن توفاه وقبضه إليه فرح بلقاء ربه تعالى وعلم أن هذا هو الخير والمصلحة، وانظر الفتوى رقم: 180545 فخير لك أن تلزم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يحييك الله ما كانت الحياة خيرا لك وأن يتوفاك إذا كانت الوفاة خيرا لك. وأما تمني الموت فإنه إذا لم يكن لأجل ضر أصاب العبد لم يكن ممنوعا وإن كان الأولى للسالك ما قدمناه، وانظر الفتوى رقم: 31781 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات