السؤال
سؤالي : أنا الآن أعمل لقبل العصر بساعة ولا يمكنني صلاة الظهر في ميعادها وبعد رجوعي للبيت لا أتمالك نفسي من التعب ولا أستطيع الوقوف ولو حاولت أصلي أخطئ من شدة تعبي فأصبحت أنام وحين أستيقظ أصلي الظهر والعصر وإن لم أستطع أن أشغل المنبه ممكن أستيقظ على أذان المغرب فأصلي الثلاثة سويا وأظل أستغفر الله وأنوي بأن أصلي في توقيت الصلاة ولكني في اليوم التالي لا أفعل فهل ربي يغضب مني ولا يسامحني؟ أرجوكم أفيدوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس التعب أو الرغبة في النوم عذرا يبيح إخراج الصلاة عن الوقت، والواجب على كل مسلم أن يحرص على أداء الصلاة في وقتها، لقوله تعالى:إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. فعليك أن تصلي قبل خروج الوقت ولا تؤخري الصلاة عن وقتها لأن إخراج الصلاة عن وقتها عمدا من كبائر الذنوب، وانظري الفتوى رقم: 130853 ، ولكن إن اشتد بك التعب جدا وعلمت أنك لا تؤدين الصلاة على وجهها فيجوز لك الترخص بقول من يبيح الجمع بين الصلاتين في هذه الحال، وانظري الفتوى رقم: 153521 ، والجمع بين الصلاتين للمشقة والحاجة جائز عند بعض أهل العلم، وقد أباح الشيخ ابن عثيمين الجمع بين الصلاتين تقديما لمن خشي ألا يستيقظ في وقت الثانية، فهكذا هنا فلك أن تجمعي بينهما تأخيرا إذا كانت الصلاة في وقتها تشق عليك مشقة بالغة، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هذا إنسان يقول: يشتغل في قرية بعيدة عن بلده وأنه يأتي متعبا بعد الظهر ويخشى ألا يقوم لصلاة العصر أو أن يشق عليه ذلك مشقة كبيرة، فهل يجمع العصر مع الظهر وينام إلى المغرب؟ الجواب: نعم له ذلك، لأن الجمع أوسع من القصر، القصر ما له إلا سبب واحد وهو السفر، أما الجمع فسببه معدود وليس بمحدود، وهو المشقة، متى وجدت مشقة فاجمع، بل الجمع يجوز لأهون من هذا، إذا خفت أن تفوتك الجماعة فاجمع، ولهذا في أيام المطر يجمع الناس في البلد لماذا؟ لأنه لو لم يجمع فاتته الجماعة، وإلا لو انصرف الناس من صلاة المغرب مثلا وقيل لهم: صلوا في بيوتكم؛ لأنه مطر فاتتهم صلاة الجماعة، فمن أجل تحصيل الجماعة جاز الجمع. إذا الجمع جائز للمشقة أو لمصلحة تتعلق بالصلاة. انتهى. لكن لا ينبغي أن يكون هذا هو الأصل عندك بل يكون الأصل أن تصلي الصلاة لوقتها فإن شق عليك ذلك مشقة بالغة ترخصت بهذه الرخصة، ثم إذا نمت بعد دخول الوقت فيجب أن تأخذي بأسباب الاستيقاظ لفعل الصلاتين قبل خروج وقت العصر، وانظري الفتوى رقم: 119406 ، فإن غلبك النوم ولم تستيقظي إلا بعد خروج وقت الصلاة مع أخذك بأسباب الاستيقاظ فلا إثم عليك إن شاء الله، لأن النائم مرفوع عنه القلم، ويجب عليك المبادرة بقضاء هذه الصلوات فور استيقاظك.
والله أعلم.