التائب إن تاب طمعا في الجنة وخوفا من النار فهل يتنافى ذلك مع الإخلاص

0 216

السؤال

تبت عن ذنب ابتغاء مرضاة الله وطمعا في الجنة والخوف من عذاب الله النار ، والذي أعلمه أن من شروط التوبة أن تكون التوبة خالصة لله سبحانه وتعالى. فهل طمعي في الجنة والخوف من النار ينافي إخلاصي لوجه الله سبحانه وتعالى في التوبة، أم إن التوبة التي لا يكون فيها إخلاص لله هي التي يكون فيها غرض لأمر دنيوي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن رجاء الرحمة ودخول الجنة والخوف من العذاب لا يتنافى مع إخلاص التوبة وعبادة الله تعالى على العموم، بل إن رجاء الرحمة ودخول الجنة والخوف من العذاب هي غاية التوبة، ونصوص الوحي من القرآن والسنة مليئة بالترغيب في رحمة الله والترهيب من عقابه، وبالأمر بالخوف والرجاء؛ فمن ذلك على سبيل المثال قول الله تعالى: وادعوه خوفا وطمعا {الأعراف:56}. وقد وصف -سبحانه وتعالى- أنبياءه وصفوته من خلقه الذين جعلهم قدوة عباده المؤمنين بقوله: إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين {الأنبياء:90}.

والتوبة فريضة من كل ذنب، وهي: الندم على ما فات، والإقلاع عن الذنب في الحال، والنية أن لا يعود إليه فيما بقي من عمره؛ فهذه شروط التوبة وصحتها، فإذا وقعت التوبة على هذا النحو فهي توبة صحيحة، وكونها وقعت خوفا من النار أو طمعا في الجنة... فإن ذلك لا يتنافى مع الإخلاص كما ذكرنا.
هذا وننبه السائل الكريم إلى أن عليه الحذر من الوسوسة الحاملة على التنطع والغلو في الدين فقد لاحظنا في أسئلته شيئا من ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات