السؤال
أنا شاب سوري مقيم في المملكة العربية السعودية مع زوجتي وابني، وكنا قد نوينا أن نؤدي فريضة الحج هذا العام أنا وزوجتي، ولا يخفى عليكم ما يحدث الآن لإخواننا في سوريا، فهل الأفضل شرعا تأجيل الحج والتبرع بتكاليفه للمحتاجين هناك؟ أم أن الحج أوجب؟ مع العلم أنه في هذا العام يمكننا طلب مساعدة والدتي المقيمة أيضا في المملكة للعناية بابني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإذا لم يسبق لك ولزوجتك حجة الإسلام ـ كما يفهم من السؤال ـ فإنه يجب عليكما الحج هذا العام إذا تيسر لكما، لأن الحج واجب على الفور على الراجح من أقوال أهل العلم وهو المفتى به عندنا، كما في الفتوى رقم: 175123.
ونصرة المسلمين في سوريا وإن كانت واجبة على الأمة كل على حسب استطاعته إلا أنها ليست متوقفة على المبلغ الذي ستحج به، وحج الفريضة أوجب، لكونه ركنا من أركان الإسلام, فلا يجوز لك تأجيل الحج عند القدرة عليه, سئل الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ عن شاب خرج للجهاد ولم يحج، فهل الأولى أن يقدم الجهاد أم الحج؟ فأجاب بقوله: الواجب تقديم الحج، لأن الحج ركن من أركان الإسلام .... وأجمع المسلمون على أن الحج فريضة وركن من أركان الإسلام فلا يجوز للقادر عليه أن ينصرف إلى الجهاد ويدع الحج ... اهــ.
وأما إن كان حجكم حج نافلة، فإن دفع المال في نصرة المسلمين في سوريا أفضل من حج النافلة, قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: لو جاءنا رجل يقول: أنا أريد أن أحج تطوعا أو أبذل ما أحج به في مساعدة إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك؟ نقول له: ساعد هؤلاء المجاهدين في سبيل الله، الذين يدافعون عن أوطانهم ويدافعون عن دينهم، ويدافعون عن أعراضهم، وعن صبيانهم، أفضل من أن تجعل هذا في الحج والعمرة. اهــ.
ونسأل الله تعالى أن ينصر إخواننا في سوريا ويفرج كربتهم ويكبت عدوهم.
والله أعلم.