السؤال
فضيلة الشيخ: أنشأت موقعا دينيا دعويا إسلاميا، ولله الحمد الموقع ناجح، ولكن بعد فترة احتجت لبعض المال ولذلك قررت بدل أن أبيع الموقع أن أعرض عليه إعلانات وصرت أربح منها بالفعل، مع أن الموقع أساسا لم يكن ربحيا إنما خالصا لوجه الله تعالى، وبعد أن وضعت فيه الإعلانات, فهل هذا يعتبر من أحد وجوه عدم الإخلاص في عملي هذا؟ وهل يضيع أي أجر قد أكسبه بواسطة الموقع بسبب هذه الإعلانات؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا صحة وقف المواقع الألكترونية الدعوية، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 77883، 122530، 164859.
وعليه، فإن كنت نويت وقف هذا الموقع فالظاهر ـ والله أعلم ـ أنه صار وقفا، لأن الوقف يصح بالفعل مع النية، وراجع الفتوى رقم: 132044.
وعليه، ففي هذه الحال لا يجوز لك التكسب لصالح نفسك من هذا الموقع، لأنه خرج عن ملكك بالوقف فلا حق لك في بيعه أو إجارته، قال ابن قدامة رحمه الله: وجملة ذلك أن من وقف شيئا وقفا صحيحا، فقد صارت منافعه جميعها للموقوف عليه وزال عن الواقف ملكه، وملك منافعه، فلم يجز أن ينتفع بشيء منها.
وأما إذا كنت لم تنو وقفه، وإنما نويت نفع الناس به تقربا إلى الله فلا حرج عليك حينئذ في الانتفاع بكسب الإعلانات في الموقع، ولا يضيع أجرك ـ إن شاء الله ـ ما دامت هذه الإعلانات لا تؤثر على انتفاع الناس بالموقع فيما قصدته من الدعوة إلى الله.
والله أعلم.