السؤال
استاجرت محلا من صاحبه وعملت له ديكورا مكلفا والمحل جاهز للعمل مدفوع إيجارات سنة مقدم ولدي ديون أريدها من الناس كثيرة ولم أتحصل عليها وتحصلت على قرض تجاري من المصرف مدة 4 شهور ولكن بفائدة 450 دينار عن 4 شهور وبعد 4 شهور لدي مبلغ سيحضر ليغطي السلفة من المصرف وفي حالة عدم أخذ السلفة فإنني سأخسر 2000 دينار إيجارات المحل مدة 4 شهور والضرر واقع علي في الحالتين ولكن من المصرف أقل بكثير فما رأي الشرع بذلك لاني مجبر على السلفة ليعمل المحل؟ وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلأن تخسر 2000 دينار خير لك وأحسن عاقبة من أن تقترض من المصرف أو غيره بفائدة ربوية، وتدخل بذلك في حرب مع رب العالمين، وتخسر بذلك دينك ودنياك جميعا، لقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) [البقرة:278-279].
وقال تعالى: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات) [البقرة: 276].
وقال تعالى: (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون) [الروم:39].
وقال صلى الله عليه وسلم: "الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه" رواه ابن ماجه مختصرا والحاكم وصححه.
وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: "هم سواء" يعني في الإثم.
وقال صلى الله عليه وسلم: "درهم ربا يأكله الرجل، وهو يعلم أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية" رواه أحمد والطبراني بسند صحيح.
وعليه، فلا يحل لك أخي الكريم أن تقترض بالربا لإنجاح هذا المشروع، وينبغي أن تسعى لقرض حسن بدون فائدة إن أمكنك، وإن لم يمكنك فاصبر حتى ييسر الله أمرك، نسأل الله أن ييسر أمرنا وأمرك.
والله أعلم.