السؤال
نفسي توسوس لي دائما بما لا يرضي الله ورسوله، أشعر بأني متكبر، وأنا جاهل بأمور كثيرة، ولا أملك مالا كثيرا حتى أشعر بالتكبر. أعاني كثيرا من هذا الأمر وأستغفر الله منه، كلما غشيتي تلك الوساوس. آية واحدة هي التي تخفف علي تلك الوساوس: ( إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا).
هل يحاسبني الله عليها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت في استغفارك الله تعالى كلما جاءتك هذه الوساوس، وعليك بالتوبة إلى الله والاستغفار مما تعلم صدوره منك ومما لا تعلم أنه صدر منك، فإنه يشرع للعبد أن يستغفر من الذنوب كلها، ويعمم الدعاء فيما علم منها وما لم يعلم، ويدل لهذا العموم حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يدعو بهذا الدعاء: اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر. رواه مسلم.
وفي الحديث الآخر: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره. رواه مسلم.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: الإنسان قد يستحضر ذنوبا فيتوب منها، وقد يتوب توبة مطلقة لا يستحضر معها ذنوبه، لكن إذا كانت نيته التوبة العامة فهي تتناول كل ما يراه ذنبا، لأن التوبة العامة تتضمن عزما عاما علي فعل المأمور وترك المحظور، وكذلك تتضمن ندما عاما على كل محظور... إذا عرف ذلك، فمن تاب توبة عامة كانت مقتضية لغفران الذنوب كلها وإن لم يستحضر أعيان الذنوب، إلا أن يكون بعض الذنوب لو استحضره لم يتب منه لقوة إرادته إياه، أو لاعتقاده أنه حسن ليس قبيحا، فما كان لو استحضره لم يتب منه لم يدخل في التوبة بخلاف ما لو كان لو استحضره لتاب منه فإنه يدخل في عموم التوبة. انتهى.
ولا تلتفت بعد ذلك للوساوس وأعرض عنها، فإن خطرها عظيم، ومما يعينك على التخلص من هذه الوساوس: الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه، وكثرة الدعاء، وراجع للمزيد في ذلك وفي علاج الوساوس الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.
ولمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.
والله أعلم.