السؤال
طبقا للسؤال رقم: 2355610 صرت لا أكتب اسم شخص آخر على وصفة الدواء بالنسبة للمرضى والعمال في العيادة أيضا, لكني واجهت مشاكل وقاموا بنقلي لمنطقة أخرى, ونظرا لكونها صغيرة قد يعرفني الناس, ويكون لي مشاكل مع الحكام وغيرهم, وقد لا أصمد أمام هذا الأذى المتكرر وأضعف, فما الحكم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك هو التزام ما ذكرت من عدم التزوير, وترك التعاون مع المرضى على التحايل, وأكل أموال الناس بالباطل, ولو غضب الناس منك, قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) [المائدة:2].
وحسبك أن ترضي الله ولو سخط الناس, ففي الحديث: "من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. رواه الترمذي, وصححه الألباني، وعند ابن حبان: (ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)
فلا يكن رضاء الناس أعظم في قلبك من رضاء ربك, واعلم أنه لا يستطيع أحد من الخلق أن يحول بينك وبين خير قدره الله لك، كما لا يستطيعون دفع مكروه قدره الله عليك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي.
فشأن الناس أهون مما تصف وتقدر, لكن ذلك في حق من وكل أمره إلى ربه, وأحسن في علاقته به, فقد قال نوح لقومه: ( إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون* من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون* إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم {هود:54-55-56}.
فاتق الله تعالى في عملك, ولا تعن آثما على إثمه, ولا ظالما على ظلمه, واعلم أنك مهما كنت مع الله فلن يضيعك, فقد قال سبحانه:( ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا {الطلاق:2-3}, وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضى.
والله أعلم.