0 213

السؤال

أنا شاب غير محصن, وقعت في ما لا يرضي الله فقد وقعت في الزنا, وقد تبت إلى الله - والحمد لله - ودائما أدعو الله أن يتقبل مني التوبة, وأن يجعلني من عباده التائبين التوابين, وأن يعفو عني, ولكني في بعض الأحيان تراودني أفكار أن الله لن يقبل مني التوبة, وأني مذنب, ووقتها أندم على ما عملت, ويأتيني إحساس بالكآبة وضيق في الصدر, وأكون حزينا جدا, وأنا - والحمد لله - أصبحت إنسانا صالحا, وأعمل ما بوسعي من الأعمال الصالحة, وأحرص على أن أكون رجلا صالحا, حتى أن أهلي لاحظوا هذا التغير في, ويمدحوني كثيرا, ولكني لا أدري ماذا أفعل لأحس أن الله رضي عني وسامحني فعلا! فأنا نادم جدا على أني قد زنيت, وآمل أن يغفر الله لي, وأنا أسعى دائما لفعل الخير حتى لو كان يسيرا, علما بأن المرأة التي زنيت بها حملت ووضعت, ودائما أسأل نفسي أو يراودني التفكير بالطفل, وأسأل ما ذنب هذا الطفل أن يعيش دون أب لمجرد أنه ولد زنا, كما قرأت في الفتاوى أن ولد الزنا ينسب لأمه وأهلها, وأم هذا الطفل نصرانية.
جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالزنا من أفحش الذنوب, ومن أكبر الكبائر التي تجلب غضب الله، لكن مهما عظم الذنب فإن من سعة رحمة الله وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة، بل إن الله يفرح بتوبة العبد, ويحب التوابين، ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب, والندم على فعله, والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس، وعدم المجاهرة بالذنب، وانظر الفتوى رقم: 5646.

فإذا كنت قد تبت إلى الله فأبشر بقبول التوبة وعفو الله عنك - إن شاء الله -، قال تعالى: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون) [الشورى:25], ولا تشغل نفسك بشأن الطفل المولود من الزنا, فإنه غير لاحق بك, لكن لا بأس بدفع المال إليه على سبيل الهبة والإحسان, ولمزيد فائدة راجع الفتاوى التالية: 12263، 154907، 32060.

 واشغل نفسك بعمل الصالحات, واجتهد في التعجيل بالزواج من امرأة صالحة تعفك وتعينك على طاعة الله عز وجل، وأكثر من ذكر الله ودعائه, فإنه قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات