السؤال
وفقكم لله وبارك لكم على مجهوداتكم.
عندما قررت أن أفتح الشركة بعد تركي للوظيفة, فقد كنت أيام الوظيفة أرى الرشاوى في عمليات البيع هي العامل الأساس في العمل, ولكني عندما تركت وبدأت تأسيس الشركة تقابلت مع صديق وقال: إنه يرفض موضوع الرشى - كان حوارا صغيرا -, وعندما افترقنا ذهبت بالسيارة لمكان قريب, ونزلت من السيارة, وسألت نفسي من بيده الرزق العبد أم الله؟ المخلوق أم الخالق؟ الملك أم المملوك؟ المرزوق أم الرازق؟... ولكني كنت أرى البيع كيف يتم, وبدأ صراع داخلي يأخذني هنا وهناك, من جهة كنت آخذ أسباب الدنيا, ومن جهة أعتقد أن كل شيء بيد الله عز وجل, وهنا سألت نفسي من بيده الموت والحياة؟ فقلت: الله, وقلت: لو سألت هذا السؤال كل المسلمين لقالوا الله, ولكني لو سألتهم عن الرزق لترددوا في التصديق والأخذ بأسباب ذلك, وقررت في نهاية الأمر السعي والأخذ بأسباب الرزق, والتوكل على الله فقط, فبدأت بأخذ أسباب زيادة الرزق, ككثرة الاستغفار, والابتعاد عن الربا, والكسب غير المشروع, وقررت أن أعطي الخمس المربح, وبدأت تأتيني مغريات الكسب غير المشروع فتركتها, وعرض علي الربا ببساطة على الهاتف ورفضته رغم حاجتي له, وبدأت بالتعرف على أناس أتاني من خلالهم رزق لم أكن أعرفهم, بعضهم لم أرهم إلا بعد سنوات, ووكالات جيدة - ولله الحمد والمنة -, وكنت كلما أحسست بأن هناك خسارة محتملة أسرع بالتصدق والاستغفار وغيرها, وحالتي تحسنت وفتحت 3 شركات بعد أن كنت في بادئ الأمر أظن أن شركتي لن تدوم أشهرا, وستخسر لقلة رأس المال والدين, وكانت صدقتي بالسر, وحتى إخوتي لا يعلمون بها, إلا زوجتي التي تمسك حساباتي, كما أنها تعمل وتتصدق أيضا, وأولادي؛ كي يروا ما أعمل, ولكي يتعلموا هذا الأمر كنت أعطيهم المال لوضعه في الصناديق الموثوقة, وآخذهم مرات معي إلى المحتاجين, وصرت عندما أصرف على نفسي أشعر بحسرة, لماذا هذا الصرف؟ ولكني عندما أعطيه للمحتاجين أشعر بسعادة داخلية, وصلاتي تحسنت بشكل غريب, فكانت صلواتي في بالبيت, وهي الآن بالجامع, وأشعر بالمتعة والسعادة بها, وصلاة الفجر كأن هناك من يوقظني فأستيقظ لها بدون منبه, ولكني مرات أسأل نفسي هل كل شيء أعمله من صدقات واستغفار وغيره سيكون أجره في الدنيا؛ لأنني بدأت أشعر به لنجاح شركتي في قيامها على رجليها - كما يقولون - وليس له ثواب في الآخرة؟
أرجو إفادتي, أفادكم الله.