تصدقت بنية شفاء مريضها ولم يشف فهل صدقتها لم تقبل؟

0 232

السؤال

عندما أتصدق بصدقات بنية الشفاء عن مريضي ولم يشف, فهل معنى ذلك أن الله لم يتقبل صدقتي؟ مع العلم أنني – والله - بعت من ذهب بناتي برضاهن كي أتصدق, والمعنى أنني لا أملك من المال كي أتصدق, ووالله إني تصدقت من قلبي, وأنا سعيدة بذلك, ولم أندم, لكن مريضي لم يشف, فهل معنى ذلك أن الله لم يتقبل صدقتي؟
أنا في حيرة من أمري, فأفيدوني – أرجوكم -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد:

 فالشفاء كله بيد الله عز وجل، وتشرع الصدقة عن المريض، وهي من التوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح، وهو مشروع كما دلت على ذلك النصوص الكثيرة، وقد روي في الحديث: داووا مرضاكم بالصدقة, وفيه مقال؛ لكن ما ذكرنا من عموم مشروعية التوسل بالعمل الصالح يشهد له، قال المناوي في فيض القدير: (داووا مرضاكم بالصدقة) من نحو إطعام الجائع, واصطناع المعروف لذي القلب الملهوف, وجبر القلوب المنكسرة كالمرضى من الغرباء والفقراء والأرامل والمساكين الذين لا يؤبه بهم؛ فإنها تدفع عنكم الأمراض والأعراض, قال في سفر السعادة: كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يعالج الأمراض بثلاثة أنواع: بالأدوية الطبيعية، وبالأدوية الإلهية, وهذا منها، وبالأدوية المركبة منهما, وقال في سلك الجواهر: الصدقة أمام الحاجة سنة مطلوبة مؤكدة، والخواص يقدمونها أمام حاجاتهم إلى شفاء مريضهم. انتهى.

وإذا تصدق عن المريض ثم لم يشف فلا يدل ذلك بالضرورة على أن الصدقة غير مقبولة, بل قد تكون مقبولة, ثم يؤخر الله الشفاء لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى, كما هو الحال في الدعاء, فإن الداعي قد تستجاب دعوته بما أراد, وقد تتأخر الإجابة, وقد يصرف الله عنه بلاء آخر مقابل دعوته, وقد تدخر له في الآخرة وفق ما قدره الله للعبد، فتصدقي من أطيب ما تملكين, ويبقى أمر الشفاء بيد الله تعالى, ولك أجر الصدقة على كل حال, وانظري الفتوى رقم: 153207.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة