القاعد المستمع للمنكر من غير إنكار بمنزلة الفاعل

0 314

السؤال

ما حكم الجلوس في مجلس فيه منكر مع الاكتفاء بإنكار هذا المنكر بالقلب فقط, والكره له, مع عدم مفارقة المجلس بغير عذر؟
قال تعالى: "وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم", فقد ذكر الله في الآية السابقة آيات الله التي يكفر بها ويستهزأ بها, فلماذا يقال: إن هذا يعم جميع مجالس المنكر, علما أن الله خص في الآية السابقة الكفر والاستهزاء بالآيات فقط, فلو كان هناك مجلس يغتاب فيه الناس, فهذا ليس فيه كفر بآيات الله, ولا استهزاء بها, بل فيه معصية فقط, فلماذا الغلو في الدين؟ ولماذا القول بأن كل معصية في مجلس معين تدخل في معنى الآية السابقة؟ بأي دليل قيل هذا من الكتاب والسنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فهذا الذي سميته غلوا في الدين هو الذي ذهب إليه عامة علماء المسلمين، بل نقل ابن تيمية اتفاق المسلمين عليه، ووجه الدلالة عليه من الآية ظاهر كل الظهور, وإن كان مثله قد يخفى على من قل نصيبه من العلم والاطلاع على مدارك الأحكام، وذلك أن الله تعالى جعل القاعد المستمع من غير إنكار بمنزلة الفاعل, وهذا أعم من أن يختص بمعصية دون معصية، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على مائدة يدار عليها الخمر، وترك أبو أيوب حضور عرس سالم بن عبد الله بن عمر لما رآهم قد كسوا الجدر بالستور، ودلائل هذه المسألة ونصوص العلماء عليها أكثر وأوضح من أن نطول بذكرها، ونحن نحيلك على الفتوى رقم: 173313 ففيها دفع شبهتك بما فيه الكفاية - إن شاء الله -.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة