أحكام النفخ في الصلاة والطعام والشراب واليد

0 410

السؤال

لماذا يعتبر النفخ سواء كان بسبب الملل، أو تدفئة اليد من البرودة، حراما أو مكروها ؟ ويقول المسلم إذا نفخ أستغفر الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان المراد النفخ بمعنى التأفف، فقد بينا حكمه في الفتوى رقم: 26507  ومدار العلة في النهي عنه كونه: ينافي مكارم الأخلاق، وجميل الصفات.

أما النفخ في الصلاة فقد بينا حكمه في الفتوى رقم: 173417 فراجعيها وما أحيل عليه فيها.

وأما النفخ في الطعام، فهو مكروه.

جاء في الموسوعة: ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يكره النفخ في الطعام، والشراب.

أما عن علة هذا النهي، فمدارها على حمله صلى الله عليه وسلم لأمته على مكارم الأخلاق، ومحاسن العادات.

يقول الحافظ ابن حجر: قال المهلب: النهي عن التنفس في الشرب كالنهي عن النفخ في الطعام والشراب، من أجل أنه قد يقع فيه شيء من الريق فيعافه الشارب ويتقذره، إذ كان التقذر في مثل ذلك عادة غالبة على طباع أكثر الناس. ومحل هذا إذا أكل وشرب مع غيره، وأما لو أكل وحده، أو مع أهله، أو من يعلم أنه لا يتقذر شيئا مما يتناوله، فلا بأس. قلت: والأولى تعميم المنع، لأنه لا يؤمن مع ذلك أن تفضل فضلة، أو يحصل التقذر من الإناء أو نحو ذلك. وقال ابن العربي: قال علماؤنا: هو من مكارم الأخلاق، ولكن يحرم على الرجل أن يناول أخاه ما يتقذره، فإن فعله في خاصة نفسه ثم جاء غيره فناوله إياه، فليعلمه، فإن لم يعلمه فهو غش، والغش حرام. وقال القرطبي: معنى النهي عن التنفس في الإناء لئلا يتقذر به من بزاق، أو رائحة كريهة تتعلق بالماء.

وقال المناوي: والنفخ في الطعام الحار يدل على العجلة الدالة على الشره، وعدم الصبر، وقلة المروءة.

وجاء في حاشية الصاوي: لما فيه من إهانة الطعام مما يخرج من الريق، وعليه يكره ولو أكل وحده، وسواء كان في يده أو في الإناء.

وأما كون النافخ يستغفر: فلم نقف في هذا على دليل مخصوص، لكنه ينبغي لمن فعل منهيا عنه أن يستغفر من فعله .

وأما نفخ اليد لتدفئتها من البرودة أو نحوها في غير صلاة، فلم نقف على ما يقتضي النهي عنه، وأصل الأشياء في الجملة الإباحة. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة