السؤال
أعمل بوظيفة تتيح لي التعامل مع الطلبة والنشء الجديد, وأريد أن أطور نفسي, وأكون قدوة حسنة لهم, ولكني – وللأسف - لا أستطيع السيطرة على الأمور, فالتزامي وإيماني في حالة دائمة من الارتفاع والانخفاض, فكلما تمكنت من أمر فسد آخر, فهل من نصيحة توصلني إلى حالة الاستقرار, وتوجهني إلى طريق أقوم, وتثبتني أمام مفاتن الدنيا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الثبات, والاستقامة, والبعد والسلامة من الفتن.
وقد أحسنت وأصبت في البحث عن وسيلة تساعد على الاستقامة, والمواظبة على الطاعات، فالسعي لذلك أمر واجب، ومن أهم الوسائل المعينة على تحقيق هذا الأمر: دعاء الله تبارك وتعالى, والالتجاء إليه, فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، ومنها: الاجتهاد في تعلم العلم الشرعي, وحضور مجالس الذكر, وحلق العلم، ومنها: صحبة الصالحين الأخيار الذين يعينون على الطاعة ويحملون عليها، وعليك بسماع المواعظ, ومطالعة كتب الترغيب والترهيب وأهوال القيامة والبرزخ؛ حتى تطلعي على مخاطر الذنوب في الدنيا والآخرة, وما توعد الله به العصاة, فإن العلم بأحوال القبور والآخرة يقمع الشهوات والأهواء؛ ويدل لذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا, ولبكيتم كثيرا, وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي والألباني.
وقد تقدمت لنا عدة فتاوى فيها ذكر العوامل والوسائل التي تعين المرء على الثبات على العبادات والطاعات، والبعد عن الذنوب والسيئات، والسلامة من الفتن ومن كيد الشياطين، فتراجع مثلا الفتاوى التالية: 12928، 24082، 15219، 55581، 76210.
والله أعلم.